Friday, July 29, 2022

busoni

 

بوزوني


فيراتشيو بوزوني واحدا من الرجال المنسيين في موسيقى القرن العشرين، وهذا يرجع بشكل كبير لتنوع مواهبه ومقاومته للتصنيف السهل. كان ابنًا لموسيقيين محترفين، ولد بوزوني في توسكاني لكنه قضى معظم حياته المهنية في ألمانيا – رغم أنه اعتبر نفسه دائما مؤلفا موسيقيا في الأساس، - حيث تحققت شهرته المبكرة كواحد من أعظم عازفي البيانو في جيله.


مثل شونبرج – الذي تمتع معه بعلاقة محترمة بالتبادل بينهما – كان بوزوني صاحب نظريات مذهل، وكتابه عن جماليات الموسيقى الجديدة (1907) رسخ مكانته كأحد رواد الطليعة وأول موسيقي يعتنق "المقامية الدقيقة" (أي الموسيقى ذات 36 نغمة في الأوكتيف) والموسيقى الإلكترونية. نظرياته حول الموسيقى الجديدة جعلته هدفا لنقد المحافظين الجدد في الموسيقى، أهمهم هانز فاتزنر الذي هاجمه واصفا إياه ل"الثقافة العقيمة". مع ذلك لم يهرب بوزوني من التقليد وأفكاره الأكثر جرأة لم تجسد في أعماله. بدلا من ذلك فضّل كتابة موسيقى ترجع للقرن الثامن عشر للإلهام، وهو اتجاه أطلق عليه اسم "الكلاسيكية الشابة" وعرفه بأنه "إجادة واستيعاب واستغلال كل إنجازات التجارب السابقة".


في نهاية الأمر تضرر بوزوني من ذكائه التحليلي واحترامه للماضي، وعلى الأرجح يتذكره المستمعون كعازف بيانو ماهر. الأعمال الوحيدة التي يرجح أن تسمعها بانتظام في قاعة الحفلات هو نسخه الرفيع لأعمال باخ للبيانو. مع ذلك، ثمة القليل من أعماله التي نجح بوزوني في تحريرها من أسر الماضي. منها كونشرتو البيانو الهائل وأعماله للأوبرا وبعض مقطوعاته الأصلية للبيانو. لم تنجح أعماله للمسرح – حيث كره بوزوني واقعة الأوبرا الفريسيمو، حيث تطلع بدلا من ذلك لخلق موسيقى تدمج بين الموسيقى والنص مما يسهل على النهوض روحانيا بالجمهور. يمكن أن تكون النتائج غير ناجحة أحيانا، لكن عمل "دكتور فاوست" بالأخص يضم بعض اللحظات القوية وكل من أعمال الأوبرا نتاج الذكاء الباحث.