Saturday, December 10, 2022

جون أدامز bbc

ما نوع الموسيقى التي يكتبها جون أدامز؟


حين سئل أن يعرف أي نوع من الموسيقى يكتب، جون كيدج معجب بتصنيف نفسه كمؤلف "عرقي/إثني". وهذا المسمى جيد لأي شخص آخر ابتكر لغة موسيقية ذاتية تمامًا ومحددة ومميزة (يمكن تمييزها) في لاحال من مجموعة مصادر متنوعة أكثر من أي مؤلف رئيسي يعمل/يؤلف اليوم. في آخر 30 سنة من القرن العشرين، الأساليب المتعددة والإمكانيات التي واجهت أي مؤلف متطلع تطورت بشكلٍ كبير ويمكن أن تخيف شخصية أقل تمييزًا، لكن تعدد المراجع تحول إلى ميزة جيدة بالنسبة لأدامز.


الآن في قمة قدراته، هو مؤلف متاح لديه لغة موسيقية مطوعة بشكلٍ موهوب، حيث التقليد الغربي كله من عصر الباروك حتى عصرنا الحالي وتشيد بالروك والجاز أيضا. هذا التناول الديموقراطي بشكلٍ رائع تجاه كل أشكال الموسيقى والأذن صعبة الإرضاء ودائمة التخيل لتميز الهارموني والتلوين الآلي، تجعل موسيقاه جذابة، وسهلة ومجزية؛ ولا عجب أن أدامز أصبح أكثر مؤلف أمريكي معاصر يعرض أعماله بأكبر قدرٍ ممكن.


مع ذلك بدأ مشواره الفني كمؤلف مقدر له كما هو واضح لأن يؤدي دورًا ثابتًا بشكلٍ راسخ في التيار الخاص بالتقليد الأمريكي.


متى ولد جون أدامز؟


رغم أنه ولد في وورشتر في ولاية مساشوستس في عام 1947، انتقلت أسرته إلى ريف نيوهامشير حين كان صغيرًا ونشأ في أسرة في أوائل ظهور الإسطوانات كما يتذكر كان يستمع إلى موسيقى موتسارت وبيني جودمان ويتمتع بموسيقاهم المختلفة بنفس الاهتمام. علمه والده الذي كان عازف ساكسفون العزف على آلة الكلارنيت وفي مرحلة المراهقة عزف في فرق المارش العسكري وحتى أنه قاد أوركسترا (فرقة محلية).


متى التحق جون أدامز بالجامعة؟


حين فاز أدامز بالمنحة الدراسية لجامعة هارفارد، بدأ في التأليف الموسيقي لكن حين التحق بالجامعة كانت نيته دراسة قيادة الأوركسترا والعزف على آلة الكلارنيت؛ وفقط بشكلٍ تدريجي أصبح التأليف الموسيقي أهم بالنسبة إليه.


في جامعة هارفارد كان مدرس التأليف الذي درس لأدامز ليون كريشنر، لكن في المناح الأكاديمي في نهاية الستينات عرف ما وصفه باسم "تنافر الأصوات الإدراكي/المميز". العالم الموسيقي الذي انغمس فيه اعتبر المصفوفات هي التقليد الأساسي، حيث ترقى فيبرن وبوليز بشكلٍ خاص كقدوة لهه. لكن الجماليات التي حددوها ابتعد عنها أدامز، فقال أنه اعتبر موسيقى فيبرن "شحيحة"، حيث انكمش كل شيء إلى "كتلة من النظرية المعلوماتية".


وبمجرد تركه لما أطلق عليه "الصمت الشديد" في قسم هارفارد للموسيقى، وذهب إلى بلدة كامبريدج في ولاية مساشوستس القيود الحضارية الحقيقية لما تعلمه ظهرت؛ في الشوارع وجدة ثورة موسيقى الروك في ذروتها مع قوتها في أوجهها.


أين يعيش جون أدامز اليوم؟


كان تناقضًا حضاريًا أن أدامز يمكنه حله فقط بمغادرة الساحل الشرقي وراءه. وأعطاه والداه جائزة تخرجه نسخة من كتاب جون كيدج بعنوان "الصمت"، الذي جعله يدرك للمرة الأولى الإمكانيات المتعددة لكتابة الموسيقى دون تحمل عبء المصفوفات. كانت كاليفورنيا وقتها الموطن الروحي لثورة كيدج ولذا في عام 71 حشد أدامز كل متاعه في سيارة فولكس فاجن واتجه إلى الغرب، مارًا بالقارة حتى وصل إلى سان فرانسيسكو حيث عاش فيها من وقتها.


في المدينة وجد الثقافة الموسيقية المختلفة كليا التي كان يبحث عنها حيث أنتجها المؤلفون الذين على حد قوله لم يقلقون بشأن شونبرج وكانوا أقل عزلة في نظرتها لكيدج كأنه القديس الراعي لهم. وفي الحال انغمس أدامز في هذا العالم الفني المتحرر بشكل أكبر. في عام 1972 بدأ التدريس في كونسرفتوار سان فرانسيسكو للموسيقى وبدأ في تنظيم الحفلات المعروفة باسم الموسيقى التجريبية، وتشمل أعمال للمؤلفين مثل كيدج وإيرل براون ومورتن فيلدمان، حيث أحضر جافيت برايرز للولايات المتحدة أول مرة، وكلف كورنيليوس كارديو بكتابة مقطوعة موسيقية.


معظم الموسيقى التي كتبها أدامز بنفسه خلال تلك السنوات اختفت من الوجود. لو كان حقق الابتعاد المادي عن التقليد الحداثي الذي كان يسعى باستماتة لفعله، كان عليه إيجاد طريقة أن يعكس البيئة المتغيرة بشكل مقنع فيما كان يكتبه. الموسيقى التي أنتجها تفقدت الأصوات غير التقليدية في كولاج كيدج. وكما تمتع ببرمجة حفلات الساحل الغربي الجذرية، وجد نفسه يحصل بتزايد على تجاربه الموسيقية ليس في مقطوعاتهم، لكن من الاستماع للسادة العظماء المشاهير خاصة/لا سيما بيتهوفن ومن موسيقى الجاز. وأدرك أنه مع متعة العمل مع التجريبيين، نظرتهم الموسيقية لم تكن خاصة به أساسًا. إن أراد أن يجد نقطة حقيقية لأعماله التي اضطر للبحث في مكان آخر، وإيجاد طريقة للتعامل مع المقامية فيما كتبه.


في منتصف السبعينيات كانت الذروة، مع ميزة ربع القرن للنظر للماضي، نطلق على هذا الآن المرحلة "النقية" للمنيمالية بعض أفضل الأعمال الناتجة عن تلك الحركة خاصة عمل تيري رايلي "في مقام دو" الذي لم يكن عملًا مكتملًا مثلما هو عدة موسيقية يمكن للعازفين تطويرها لنسختهم الخاصة بهم، وعمل ستيف رائع المحدد أكثر "القرع على الطبول" بدا بطريقته المختلفة. يعرض/يقدم لأدامز نقطة البداية التي كان يبحث عنها. لكن في الوقت نفسه أدرك أن المنيمالية المباشرة لا تجيب بالكامل على المأزق والعجز عن التأليف؛ أراد استخدام الدافع والطاقة الإيقاعية لتلك الموسيقى، مع ذلك أراد أيضا خلق لغة ذات إمكانيات تعبيرية أكثر مما تقدمه المنيمالية بحد ذاتها.


يتضح هذا القلق الأوسع في أول عملين من المنيمالية اللاتي أنتجها أدامز "البوابات الفريجية" (77) للبيانو وشيكر لوبس السباعية الوترية الذي كتبه العام التالي والذي أصبح أول أعماله التي تعرض في العالم وكانت بداية شهرته العالمية. "شيكر لوبس" يستخدم الكثير من الإجراءات/الخطوات المتكررة للمنيمالية التي تذكرنا برايلي لكن تستخدما لدفع الخطوط الغنائية الطويلة، والألحان الزاخرة بالنية التعبيرية؛ تظل واحدة من أكثر أعماله تأثيرًا وعرضًا لا سيما في نسختها للأوركسترا الوتري.


ما الأعمال التي اشتهر بها أدامز؟


في عام 78 أصبح أدامز أيضًا مستشارًا للموسيقى الجيدة في أوركسترا سان فرانسيسكو السيمفوني، وهو تعيين تحول بعد 4 سنوات إلى منصب مؤلف مقيم مع الأوركسترا، الذي شغله حتى عام 85. مع احتمال الكتابة لأوركسترا كامل، تطوره الموسيقي تسارع؛ بين 81 و85 أصدر ثلاثة أعمال رئيسية تظل ضمن أفضل إنجازاته وذهبت بموسيقاه لأبعد من الحدود الضيقة المنيمالية وفي عالم لن يعود إليها أبدا. عمل "هارمونيام" 81 عمل كورالي يلحن أشعار لجون دون وإيميلي دكنسون ويخلق تراكيب آلية وصوتية ذات كثافة مضيئة.


إذا أمكن تتبع الكثير من التقنيات المستخدمة في عمل "هارمونيام" مباشرة، ولإجراءات رايخ بشكلٍ خاص، إذن يبدأ عمل "موسيقى البيانولا" 82 للأصوات وآلتي بيانو وفرقة آلات النفخ، تبدأ الآثار؛ الكتلة البنائية للموسيقى ما زال يمكن أن يعتمد على التكرار، لكن تتركز على تلك المصفوفة مزعجة بتزايد، الإيماءات الرومانية الحركة؛ افتراض الحركة الأخيرة سلسلة من الأربيجيو الهائل بتزايد في مقام سي بيمول الكبير. كما يصفه أدامز "بيتهوفن ورخمانينوف يرجعان لنفس المنبع مع فاجنر وفريق سوبريمز وتشارلز أيفز وسوسا" وهذا تسبب بشكلٍ متوقع في فضيحة في العرض الأول في نيويورك. من جانبه عمل "موسيقى البيانولا" محاكاة لبلاغة القرن التاسع عشر، لكن على جانب آخر العمل تعبير واضح عن نية أدامز الفنية وهي إشارة على أنه لن ينحصر في أي مذهب أو وصف موسيقي ويخلق ما أراده باستخدام أي مادة يراها مناسبة.


عمل "كتاب الهارمونيام" 85 دفع ذلك الدين للرومانسية لأبعد، في عالم من العظمة بعد فاجنر؛ اللقب مأخوذ عن أطروحة كبيرة عن الهارموني نشرها شونبرج عام 1911 مباشرة قبل اتخاذه الخطوة النهائية نحو اللامقامية وفي عمل أدامز الجريء أحيانًا المهيب، ثمة أصداء لأعمال شونبرج الأولى بالإضافة إلى مالر وسبيليوس وشتراوس الحركات الثلاثة الهامة بها طابع شبه سيمفوني لهم، مع ذلك وقت عرض عمل "كتاب الهارموني" كان أدامز يفكر بالفعل في مشروع أكبر منه. في عام 83 كلفه مدير المسرح بيتر سيلارز بكتابة أوبرا؛ حتى أن سيلارز كان أعد الموضوع – اللقاء التاريخي لريتشارد نيكسون وماو تسيتونج في بكين عام 72، وكتب الكلمات الشاعرة أليس جودمان. كان أدامز حذرًا تجاه الفكرة، لكنه أدرك حينها أن قادة العالم لديهم صفة أوبرالية لهم تصعب مقاومتها."نيكسون في الصين" ليس فقط ختم على شهرة أدامز الدولية لكنه أيضا غيّر وجه الأوبرا المعاصرة بين عشيةٍ وضحاها.


هنا عمل تعامل مع التاريخ الحديث والناس الفعليين حيث خلق نوعًا أطلق عليه "أوبرا سي إن إن" العديد من الأبطال يمكنهم لو رغبوا في ذلك، حضور العرض الأول في هيوستن عام 87. كان معاصرًا بلا شك لكن في الوقت نفسه كان أوبرا عظيمة على غرار أعمال فيردي توسط بين الأشخاص العامة للأبطال وقلقهم الخاص واعتمد على سلسلة من الآريا والفرق وحتى شمل باليه. بلا جدل أنجح أوبرا في الربع الأخير من القرن العشرين لكن العمل المسرحي حيث كان نفس فريق المؤلف وكاتب الكلمات والمدير بعد نيكسون له مشوار فني صعب. عمل "وفاة كلينجوفر" دار حول مقطوعة أخرى في التاريخ المعاصر، اختطاف سفينة أخيل لورو على يد الإرهابيين الفلسطينيين في البحر المتوسط عام 85. العمل جاد وتأملي مكتوب بكئابة وغالبًا ما يكون كروماتي بكثافة، مما يأخذ "آلام المسيح" لباخ كواحد من النماذج ويستخدم الأحداث التراجيدية للاختطاف كنمط لتأمل الصراع الخالد كليًا بين العرب واليهود. جرى العرض الأول في بروكسل عام 1991، أثناء حرب الخليج، وبسبب عدم تحيز الكلمات التي كتبتها جودمان، أدانت جماعات الضغط اليهودية عمل "كلنجوفر" خاصة في الولايات المتحدة. ذلك الجدل طارد العمل منذ ذلك الحين وأصبح إنتاجه أقل وعلى فترات متباعدة.


بعد كتابة عملين واسعي النطاق بسرعة متتالية، ابتعد أدامز مؤقتًا عن الأوبرا وفي أوائل التسعينيات أنتج سلسلة من الأعمال الأوركسترالية. وصف للكارثة البيئية في "الدورادو" 97 وهي استكشاف لكروماتية كلنجوفر خلال المنشور الإيقاعي لنقل موسيقى الكربون في سيمفونية الحجرة (92) واحتفال بالابتكار اللحني والبراعة في كونشرتو الكمان 93 وتلت ذلك برباعية وترية بعنوان "كتاب جونز للرقصات المزعومة" 94، حيث تصاحب الوتريات على الهواء مباشرة شريط مسجل مسبقًا لأصوات البيانو المجهز مما يذكرنا بتحمس أدامز لجون كيدج قبل ذلك بعقدين. في هذا الوقت كان مستعدًا لتأمل المسرح الموسيقي مرة أخرى، لكن فقط على نطاق حميم؛ "كنت أنظر إلى السقف ثم أبصرت السماء"، يتعامل مع زلزال لوس أنجلوس سنة 94 وعواقبه كما نرى ذلك خلال أعين مجموعة من سكان المدينة، العمل، وهو سلسلة من 24 "أغنية البوب"، أكثر موسيقى انتقائية كتبها حتى ذلك الوقت.


يقول أدامز إنه لا يتوقع أن تتغير لغته الموسيقية بشكلٍ جذري للغاية في المستقبل، لكن يقول إنه سوف يستخدم الحرفة التي اكتسبها على مدار آخر عقدين ليخلق تجربة تعبيرية تتجاوز أي شيء فعله من قبل. وفي أعمال أواخر التسعينيات أوضح كيف توسع في آفاقه، حتى حين كانت اللغة الموسيقية نفسها ظلت كما هي بشكلٍ أو بآخر، ثمة نظرة إعجاب لموسيقى الماضي، غالبًا يضعها في سياقٍ غير متوقع، مثل مدحه لعمل إيريك ساتييه "جيمنوبيديز" في الحركة البطيئة من كونشرتو البيانو "القرن يمر" 98 أو الإشادات الضمنية لبيني جودمان وسوسا والفرق العسكرية كلها جزء من شبابه في "نارلي بوتنز" للكلارنيت وأوركسترا الحجرة 96. في عمله "الموسيقى الساذجة والعاطفية" 99، يقتبس المفهوم الفلسفي من شيلر كأساس لعمله الأوركسترالي الممتد والطموح حتى الآن وفي عمل "المولد" 2000 أوضح رغبته في المرور عبر الأنواع التقليدية. هذا الأوراتوريو جزئيًا والمسرحي جزئيًا يتحدى التصنيف السهل، مع إعادة سرد قصة الميلاد خلال مقتطفات من الترانيم المعروفة والترانيم الأخرى المليئة بتعليق على لغز الميلاد والحمل في سلسلة قصائد كتبتها نساء من أمريكا اللاتينية. إنه نوع من التجميع متعدد الحضارات يميز بشكلٍ مطلق فن آدامز في أفضل حالاته، يحتفل بثراء وغرابة العمل كمؤلف موسيقي في القرن الحادي والعشرين ويفعل ذلك بطريقة فريدة كليًا وسحرية مبتكرة بشكلٍ سحري غالبًا.


أندرو كليمنتي

بي بي سي