Friday, April 25, 2014

فليكس مندلسون

فليكس مندلسون
غالبا نلاحظ أن فيلكس مندلسون سمى هذا الاسم المناسب له فمعظم حياته مجموعة من الأفراح. ولد في أسرة تملك المعرفة والوسائل لتشكيل موهبته حيث بلغ النضج الابداعي قبل اي مؤلف موسيقي كبير اخر قبل سن الثلاثين بعد سلسلة انتصارات لا تتوقف – صار اكثر مؤلف موسيقي محبوب في عصره. مع ذلك تقترح حياته الاستنتاج المرهق ان الحياة المثالية شيء وهمي لان في النهاية ثبت ان الهامه لا يساوي موهبته واسفه الكبير الاول الذي قابله كان يكفي ان يقتله.

ولد باسم يعقوب لودفيج فيلكس في 3 فبراير 1809 لابويه ابراهام وليا مندلسون. كان والده موظفا ثريا في البنك ووالدته فنانة وموسيقية. ابراهام ابن فيلسوف يهودي شعهير يدعى موسى مندلسون لاحقا يقول بتواضع عن نفسه: "كنت ابن والدي. الآن أنا والد ابني". حين كان فيلكس شابا انتقلت الاسرة لبرلين حيث تلقى هو واخته الموهوبة فاني أول دروس في البيانو من والدتهما. سرعان ما كانوا يعملون مع افضل مدرسي الموسيقى الموجودين ويدرسون كل يوم حسب جدول منظم طبقه وادلهما يبدأ في الخامسة صباحا. كلاهما برع في اهتمامات ودراسات اخرى، كان فيلكس بارع بشكل خاص في الرسم والتلوين. حين بدا ان ديانة فيلكس قد تكون حاجا لمشواره الفني في المانيا المعادية للسامية، حول ابراهام الاسرة للبروتستانتية ليميز فرعه عن الجزء الذي لم يتحول عن دينه وغير ابراهام اسمه الى مندلسون-بارتولدي. قد يشعر فيلكس ذلك الاسم.

لا نعرف كيف اثرت عليه هذه التجارب الحزينة. لكن المظاهر امتلك فيلكس تشبه كتاب الحيكات حيث جعلوا ظهوره الاول امام الجمهور كعازف بيانو في سن التاسعة كمؤلف في العاشرة اثناء الدراسات مع مؤلف جوته كارل زيلتر اصبح فيلكس على اتصل بالشاعر العجوز جوته والغلاب كان يعزف له. ابقى زيلتر طالبه على نظام منتظم لاعمال باخ مؤكدا عليه ان يدرس الفوجة. فن سن 12 أنتج فيلكس تسع فوجات وخمس سيمفونيات للوتريات وعملي اوبرا وعدة مقطوعات أصغر. العام التالي اعد والده سلسلة حفلات موسيقية يوم الاحد حيث عزف ابرع الموسيقيين في اوروبا مع فيلكس وادوا اعماله.

في سن 16 مع مجموعة كبيرة من الموسيقى بالفعل لفضله بلغ النضج التام مع الثمانية الوترية غير العادية في مقام مي بيمول، التي تفوق أي شيء كتبه شوبرت أو موتسارت في ذلك العصر. بعد ذلك كتب عمل يضاهيه في الخيال والمهارة وهو افتتاحية لمسرحية شكسبير "حلم ليلة صيف"، قاد العرض الاول سنة 1826.

ولم تقتصر إنجازات مندلسون على التاليف الموسيقى. في مراهقته كان بالفعل احد ابرع عازفي البيانو في عصره لكنه سيصبح اشهر كمايسترو. سنة 1829، حيث كان عمره عشرين، قاد اكاديمية برلين في الاحياء الشامخ لمقطوعة باخ "آلام المسيح وفقا لإنجيل متى" الذي عرض للمرة الأولى منذ ايام باخ كان الانطباع المتروك عميق للغاية حتى ان هذا الحدث اشعل الاحياء العظيم لموسيقى باخ في القرن التاسع عشر. مندلسون وقتها قام بجولة كبيرة لاوروبا دامت ثلاثة اعوام، في كل مكان أثار الاعجاب. هذا تضمن اول من شعر زيارات قام بها الى انجلترا حيث اشتعل نجمه دائما اقصى شيء، اصبح مفضل بشكل خاص لدى الملكة فيكتوريا (في رسالة شهيرة يروي مندلسون عن مصاحبة الملكة في اغانيه في قصر باكنجهام). كما زار اسكتنلدا وهي رحلة اثمرت اساسا عن افتتاحية رائعة هي "كهف فنجال" (أو الهبريد) والسيمفونية الأسكتلندية. أثناء أسفاره مارس الرسم وكتب تقارير مبهجة أرسلها الى فاني ووالديه. مع شخصيته اللامعة ووسامته الشديدة صادق الناس في كل مكان خاصة وسط الموسيقيين الرواد من اوروبا.

قد يبدو ان الاشياء بالكاد ستتحسن، لكن البعض الوقت تحسنت. عام 1836 في سن 27، اصبح مندلسون مايسترو اوركسترا جفندهاوس لايبزج الموقرة، ينطبق على الشكل، اثناء مدة بقاءه جعلها اعظم اوركسترا في العالم حيث وسع من برنامج حفلاته في العالم الحديث والاعمق في الماضي.

من برنامج حفلاته في العالم الحديث والاعمق في الماضي. السنة التالية تزوج من ابنة رجل الدين سيسل جانرينو وهي وهي جميلة في سن 18 ادى زواجهما السعيد الى انجاب خمسة اطفال.

بعد عدة سنوات قال تنظيم كونسرفتوار لايبزج الجديد حيث درس البيانو والتاليف. اثناء هذا حافظ على انتاج منتظم لمقطوعات كبيرة وصغيرة اعمال هامة اكتملت في العقد بعد 1833 يشمل السيمفونيات الاسكتلندية والايطالية وكونشرتو الكمان في مقام مي الصغير. لكن قبل سنة 1845 كان جدوله ينال افضل ما لديه وكان حظه أسوء.

جهود مندلسون الهوسية اجهدت تكوينه الضعيف. رغم انه كان معتلا بالعقل من اثار الاجهاد المفرط اصر على الذهاب لانجلترا سنة 1846 ليقود العرض الاول لاوراتوريو ايليا. كان كالمعتاد عملا ناجحا لكن الرحلة الاخرى اضرت بصحته اكثر. اخيرا اعترف بانه في حاجة للراحة الغى عرضه ومهام التدريس وهرب الى فرانكفورت في عطلة: لدى الوصول تلقى اخبار ان اخته العزيزة فاني ماتت. وفاة والده وامه هزته لفترة لكن في هذه الحالة الضعيفة هذه الصدمة غير المتوقعة زادت حالته سوءا عند سماع الاخبار صرخ ثم سقط فاقدا للوعي على الارض حيث تمزقت الاوعية الدموية في دماغه.

خرج من النوبة انسان مختلف قد سحبت منه حيويته ومرحه. الاشهر التالية كانت مليئة بالاكتئاب ونوبات من الالم وتراجع منتظم في الصحة. عمله الابداعي الاساسي كانت الرباعية الوترية في مقام فا الصغير منصف رقم 80 من الواضح عمل ولد في الاسف والمعاناة. توفى في سن 38 في لايبزج في 4 نوفمبر 1847. العالم الموسيقي اذهل الخدمات التذكارية عقدت في كل انحاء المانيا في انجلترا وفي باريس.

بلغ مندلسون النضج الفني في مبكرة على نحو غير عادي وواصل اسلوبه الجميل في المراهقة لحين وفاته. حين تعرض لنوع من الصدمة والحظ السيء الذي يمكن ان يعمق موهبة. كموهبته، ولم ينجو. السؤال الموسيقي العظيم لعصره كما طرحه شوبرت الشاب، كان "من يمكنه عمل اي شيء بعد بيتهوفن؟" هذه الأزمة التي سيطرت على القرن التاسع عشر بأكمله، ببساطة ابتعد عنها مندلسون. كان كلاسيكي سمح لنفسه بالتعبير الرومانسي. فضائله، في الأعمال القليلة والعظيمة له، هي الإجادة المصقلة، واللمسات الرقيقة للألم والكئابة، وامتداد طويل للبهجة المطلقة. شومان، مؤلف موسيقى مختلف تماما، لم يكون فخورا جدا ليعجب ويشتهي إجادة القالب لدى صديقه: ألف شومان من وحي الإلهام ومندلسون من الحرفية الصلبة.

سمعته للعذوبة والخفة حققت شهرة في حياته والاختفاء الجزئي لاحقا. كان مفضل في إنجلترا الفيكتورية، لكن هذا فقط يشهد على محليته. هذا المصطلح ليس ظالم، مع وجود أشياء مثل "أغنية دون كل كلمات"، إسهامه الأساسي للأدب الرومانسي لمقطوعات الصالونات للبيانو. (بعض هذه كتبتها فاني في الواقع، التي عند سماحها له بطباعتها باسم أخيه الذي خضع للموقف المخجل لهذا العصر أن التأليف أو الإبداع لم يكن ملائم للنساء). للتعرف على مندلسون سنواصل تقريبا في الترتيب الزمني. لا حاجة للبدء مع مقطوعاته الاكثر سهولة لأن كل أعماه سهلة في المعتاد.

الثمانية الوترية في مقام مي بيمول الذي كتبه سنة 1825 واحد من أكثر الأعمال المعجزة في التاريخ. أن عمل واسع النطاق أصلي ومؤكد يمكن أن يكتبه شاب في السادسة عشرة يعتبر مستحيل لو لم يكن فعله (لم يتمكن مدرسه زيلتر مساعدته كثيرا، فزيلتر لم يكتب شيء بنفس الجودة). إذا كان مندلسون قادرا على البناء من الثمانية بدلا من الاعتماد عليها.. لكنه لم يفعل. في الواقع قد يكون لم يضاهيها قط. جوهرة في موسيقى الحجرة تبدأ بالحركة الأولى الدافئة والطويلة، الحركة الثانية الغنائية برقة، والحركة الثالثة الخفيفة (الاولى من الاسكرتزو الخيالي المميز لمندلسون9 وخاتمة ساحرة وبها حيوية مع كتابة رائعة للفوجة.

يأتي تاليا في القائمة عمل في العام القادم افتتاحية لعمل "حلم ليلة صيف" واحدة من أفضل المقطوعات المميزة في القرن. هنا مندلسون يقدم موسيقى ترسم كل جانب من كوميديا شكسبير من تنهيدة الأحباء إلى دعابات شخصية بوتوم كل هذا الرسم النغمي رومانسي بشكل مميز مثلما في الجو السحري للكل؟ لكن في مندلسون كل شيء معبر عنه في الشكل المشتق كلاسيكيا في هذه الحالة قالب السوناتا المعتاد من الافتتاحية. من هذه المقطوعة الرائعة فلاحقا في عصر من التنوع الأوركسترالي السميك كان تدوينه واضح بشكل رائع.

بعد نحو 15 سنة أضاف 13 مقطوعة للافتتاحية من الموسيقى التصويرية لمسرحية شكسبير. كان قادرا على مضاهاة اسلوب رائعته التي كتبتها في الشباب لانه لملم يتركه حقا أبدا. أكثر هذه المقطوعات المالوفة هو اسكرتزو باك وهي ليلية هادئة للعشاق ومارش الزفاف. (اضافة الى المارش من اوبرا لوهنجرين لفاجنر، انضمت الاخيرة لاحقا الى نسبة جيدة من العالم الغربي).

من رحلة مندلسون سنة 1829 الى اسكتلندا جاءت افتتاحية "كهف فنجال" ايضا المعروف بالهيبريدز. بدءا من اصطدام الامواج العظيم والاسر يجتاح ليستحضر الطيور والعاصفة في قالب السوناتا الصارم. ريتشارد فاجنر الذي لم يكن معجبا بمندلسون، مع ذلك اعجب بالخيال التصويري لهذا اعمل وكتب "كان مدلسون رسام للمناظر الطبيعية من الطراز الاول والهيبريدر هي رائعته".

من السيمفونيات الايطالية بداية جيدة. من اللحن الافتتتاحي المبهج مندلسون في اعلى قمة قوته الموسيقى رائعة في المنطق مقيدة لكن جذابة في التعبير. بعد اسكرتزو يشبه المنويت في الحركة الاخيرة تظهر اللمسة الايطالية الوحيدة المحدة في السيمفونية – رقصة اسالتاريللو، الطابع الحاد التقليدي لهذه الرقصة يهدأ بلمسة من الطابع الخاص بالحوريات. في تقريبا ننسى السعادة والبراعة هي السيمفونية الاسكتلندية التي اكتملت سنة 1842 بعد سنوات من المجهود.

رغم ازدهار انتاج مندلسون ما زال يمكنه ان يبذل العناء بلا نهاية. مثال على هذا الكونشرتو الكمان في مقام مي الصغير ربما ابرع كونشرتو في القرن بعد بيتهوفن رغم عدم موافقة المعجبين ببرامز على ذلك. كتبه لعازف الكمان الماهر صديقه فرديناند ديفدي ومع بعض جزء الصولو على الارجح كتبه ديفيد الكونشرتو استغرق ست سنوات قبل ان يسمح مندلسون بعرضه عام 1844. بدلا من المقدمة الاوركسترالية الطويلة المعتادة للحركة الاولى التي تضع نغمة من الاهات الرقيقة التي تستمر خلال العمل. في كل الحركات الثلاثة عازف الصولو يعزف دون توقف مع ذلك الاوركسترا شريكا كاملا في الحوار الموسيقي. بعد حركة بطيئة غنائية وجميلة الخاتمة اليجرو خفيف ولامع. في تلك الملحوظة نترك واحد من المع وربما ايضا الاكثر مأساوية في المؤلفين

الأوبرا في القرن التاسع عشر

الأوبرا في القرن التاسع عشر
في القرن ال19 استقرت الأوبرا في التقاليد القومية – بالأخص الفرنسية والإيطالية والألمانية. الأوبرا الفرنسية فضلت المشاهد التاريخية التي تضم شخصيات باذخة وكورس كبير وباليه كما نرى في أعمال جياكومو مايربير، "الهجنوت" سنة 1836 تدل على ما أصبح يعرف بالجراند أوبرا (الآن يميل المصطلح أن يطبق عامة على كل الأوبرا في القرن التاسع عشر بشكل فيه بذخ). لاحقا جاء الأسلوب الفرنسي الغنائي الأصغر نطاقا، الذي يمثله أشهر نسخ متنوعة لفاوست التي لحنها تشارل جونو سنة 1859.

بالفعل أقيم التقليد الفرنسي الجراند أوبرا أساسا خلال الأعمال الأخيرة لروسيني الإيطالي الذي ذكرته وحده. بعد نجاحاته في إيطاليا، خاصة في "حلاق إشبيلية"، جاء روسيني لباريس وأنتج أعمال الجراند أوبرا "حصار كورنث" و"وليام تيل". أثناء هذا في فرنسا، ابتكر جاء أوفنباخ النوع الأخف والأكثر شعبية وعاطفية المعروف بالأوبريت، أشهر عمل له هو "أورفياس تحت الأرض" كتب أوفنباخ أيضا أوبرا ممتازة على نطاق كامل "حكايات هوفمان". لكن أشهر أوبريت في القرن التاسع عشر هي أوبريت نمساوي "الخفاش" وهي عمل مبهج كتبه النمساوي "ملك الفالس" يوهان شتراوس، التي عرضت سنة 1874.


في إيطاليا من يخلف روسيني كانوا فنسينزي بيلليني الذي نسمع طابعه الغنائي العاطفي في نورما وجاتانو دونيزيتي الذي ما زالت أوبراته لوسيا دي لامرمور وابنه الكتيبة، أعمال شائعة، وجوزيبي فيردي. كما نرى في المقال عن فيردي كانت الأوبرا الإيطالية لها جاذبية شعبية، كانت الاكثر غنائية وميلودرامية للمدارس القومية والأقل اهتماما في التوزيع الأوركسترالي الجذاب. قد تظل بهذه الطريقة إلى القرن العشرين رغم أن فيردي ياخذ كل شيء في التقليد الايطالي الى درجة اعلى.

الأوبرا الألمانية ظلت الاقرب للتيار الرومانسي العادي الجد الاساسي كان موتسارت الذي كتب الشنجسبيل الغرائبية "اختطاف من السراي" والناي السحري. مؤسس الاوبرا الرومانسي كان كارل ماريا فون فيبر اقام الجو الخاص بالحكاية الشعبية والتناول القومي. اخيرا جاء فاجنر الذي وصل لقمة الاوبرا الرومانسية الالمانية في اعماله السابقة مثل تانهاوزر وفي ابتكار المثل العليا الجديدة للدراما الموسيقية التي اثرت على كل اوبرا من الان فصاعدا.

في كل مكان المؤلفون في عدة دول وجهوا طموحاهم لابتكار اوبرات قومية، اعتمادا على القصص والموسيقى الشعبية لاقاليمهم الخاصة. قاد الطريق في بوهيميا كان بيدريش سميتانا مؤلف الاوبرا الشعبية الخطيبة المباعة في روسيا كان مايكل جلينكا مع اعمال تشمل الحياة للقيصر تليها اعمال المسرح لريمسكي كورساكوف وتشايكوفسكي ومسورجسكي "بوريس جودانوف".


تيارات فاجنر والقومية تدفقت للقرن العشرين. في المقالات عن مؤلفين مستقلين سنرى كيف تختلط هذه التيارات بتنوع وتباين في اعمال ريتشارد شتراوس وديبوسي وبوتشيني وجيرشوين وبيرج وشونبرج وسترافنسكي ويناتشيك وبريتن

Monday, April 21, 2014

العصر الرومانسي 1825 – 1900

العصر الرومانسي 18251900
نحو 1844 وصف المؤلف الموسيقي الفرنسي هيكتور برليوز استجابته لبعض الأعمال الموسيقية: "أشعر بسعادة لذيذة حيث لا يكون للقدرة على المنطق أي نصيب، العاطفة تزيد بالتناسب مع الطاقة ورفعة إلهام المؤلف الموسيقي سرعان ما تحدث ضجة غريبة بداخلي عروقي تدق بعنف، الدموع غالبا فقط تدل على حالة متقدمة بعيدة عن الوصول للذروة. في هذه الحالات توجد انقباضات عضلية ورجفة لكل الأطراف وتنميل تام للأقدام والأيدي، شلل جزئي للأعصاب البصرية والسمعية لا يمكنني الرؤية وبالكاد اسمع واشعر بدوار وشبه إغماء".

في نفس القرن اعلن الفيلسوف نيتشه أن القطبين الخالدين للفن هما أبولو البارد وديونيسياس المنتشي. من الواضح كان برليوز ومعاصروه الرومانسيون في جانب النشوة. في حين أراد موتسارت وهايدن من السماع سماع السرور وأرادوا إلهام ورفع الذوق، الآن المؤلفون أرادوا إذابة القلب واسالة الدموع والشعور بالغلبة للمشاعر وقف شعر الراس.

القرن الثامن عشر رفع اليونان القديم وابتكر معمار نيوكلاسيكي هادئ وحدائق هندسية. القرن التاسع عشر اهتم بالمعمار القوطي الذي ينتمي للعصور الوسطى وفضلت بقايا قلوعها التي حطمتها الطبيعية. وصف رومانسي يأتي من الرومانس في القرون الوسطى نوع الفرسان الخياليين وحكاية السيدات والفرسان الخيالية التي سخر منها في رواية دون كيشوت. في حين أكد التنوير على المنطق والخطاب المحايد احب الرومانسيون الأساطير والأغاني الشعبية وما هو خيالي وغير عقلاني. كان وقت ادجار آلان بو الأغاني الأخيرة الغريبة لشوبرت والمجموعات العظيمة للحكايات الخيالية والشعر الشعبي والعنف الغريب لديلاكروا.

سابقا وصفت الفترات الموسيقية على أنها منسجمة داخليا يسكن جلوك وهايدن وموتسارت وبيتهوفن في مراحله المبكرة الفنية نفس العالم الجمالي الحالم ومع القرن التاسع عشر ندخل عصر فيه كل الأصوات الفردية كل فنان قانون في حد ذاته سواء ينتج أغاني صغيرة مبتكرة مثل اغاني شوبرت أو ملاحم أوبرالية مثل أوبرات فاجنر. الآن تبدأ ثقافة الفنان العبقري. زادت صورة الفنانين الرومانسيين لنصف إله ونصف شيطان ونصف قساوسة في دين جديد ذاتي يخص ما هو سامي وعظيم ورهيب. الرب السائد كان بيتهفون حيث سيطر على الموسيقى مثلما سيطر نابوليون وبيسمارك على أرض المعركة. كانت الموسيقى مراوغة وبلا حدود في الإيحاء وتبدو عاطفة بحتة – في كل مكان يطلق عليها الأكثر رومانسية ن الفنون. والتر باتر أعلن أن كل الفنون الطموح لتصل لوضع الموسيقى. كتب أساسا الرومانسية هي "إضافة الغرابة للجمال".

شهد العصر نتائج الثورات الديمقراطية للقرن السابق في النصر الأخير للطبقة الوسطى في أوروبا وأمريكا وهي ثقافة تستند على الصناعة الرأسمالية والتجارة. توسعت التكنولوجيا إلى الثورة الصناعية الكاملة كانت ثمارها السكك الحديد والزوارق التجارية والتصوير الفتوغرافي والصلب والتليفون والتلجراف والاستخدامات العملية للكهرباء. تسببت الأسلحة الأكثر تعقيدا في حروب العصر – حرب الكريميان والفرانكو بروسية والحرب الأهلية الأمريكية – التي أدت إلى وقوع ضحايا أكثر من السابق.

تزايد خلال القرن انهماك الذات وازدياد شعور الفنانين بأهميتهم الذاتية جذبتهم بعيدا عن أساس حياة الطبقة الوسطى وأيضا كما ذكر الفنانون أبعدوا أنفسهم عن الازدراء التجاري والشعبي. كلمات مثل التقليد والطبقة البرجوازية من جانب والبوهيمي والتراجع من جهة أخرى صارت أسلحة في الحروب الأيدولوجية. ما زالوا يقاتلون لكن بدت الكلمات والمقاتلين منهكين بالحرب بتزايد. كان الفنانون خابت آمالهم غالبا صدقوا للمرة الأولى أن عصرهم يقع في المستقبل: "وقتي قد حان" تنبأ جوستاف مالر وحدث هذا بالفعل.

لاحقا في القرن جاءت ذروة الفنون البصرية مع ظهور شخصيات مثل مانيه وديجا ورنوار ووسلار. فلاسفة مهمين تضمنوا الألمان شوبنهاور ونيتشه وهيجل. كتب بالالمانية كان الشاعر الألماني هاينه بسخريته التي تعبر عن قلبه المحطم هوفمان المتخيل وجوته الذي بدا يعتنق كل من الرومانسية والكلاسيكية في تناوله الضخم. في نحته للروائي الفرنسي بلزاك ابتكر رودان الشخصية المميزة للفنان البطل الرومانسي: الكاتب يقف مستقيما كأنه على حافة هاوية مغلف برداء يغطي كل جسمه ووجهه الرائع الذي برز كل شيء يتعذب من المعاناة.

في إنجلترا شعراء أمثال ووردثورث وشيلي وكولردج شعروا بأنفسهم جزءا من التجول في الزمان والمكان والأماكن السرية من الوعي الإنساني. الاستيقاظ من حلم بالأفيون كتب كولردج قصيدته عن العالم الغرائبي "كوبلا كان". نسج سير والتر سكوت خيالات عصر الفروسية والرومانسية. فقط لاحقا في القرن ظهر تيار من الواقعية – واقعية واضحة – مع مؤلفين مثل ديكنز وهاردي في إنجلترا وفلوبير في فرنسا. وفي أمريكا استوعب إميرسون الفلاسفة الألمان وآثارها الشرقية وحولوها لفلسفة أمريكية فريدة كانت تتجاوز الفرد المعتمد على ذاته. ثم جاء ثورو وهيثورن وملفيل ووايتمان يفصحون بتنوع العالم الغرائبي والصوفي والراقي مع مواقف تتراوح من بربرية وايتمان التي يصف فيها نفسه إلى التشدد لهيثورن. مارك توين خدم ككاتب فكاهي متشكك مهووس لبعض الوقت بالمثل العليا.

ما أمسك معا كل هذه الرؤى كل هذا الهذيان والتشتت؟ لبعض الحد عملت التقاليد والتاريخ كفرامل. فلنرى أثر التقليد بوضوح عن الموسيقى كل مؤلف لابد أن يبتعد عن الماضي لكنه ما زال يحكم بمعايير الماضي - المعيار الذي حكم بيتهوفن الشاب كان هو هاندل وهايدن وموتسارت. لاحقا يحكم المؤلف مقارنة مع مرحلته وهو شاب، لاحقا كان بيتهوفن يلام على اختلافه عن بيتهوفن الشاب. بالمثل تحدد العصور نفسها مقارنة مع الماضي أثناء التنفيذ، حتما بزي جديد تقاليد الماضي.

في نفس الوقت الذي العصر الرومانسي أعلن نفسه ثورة في التعبير شهد أيضا توسع عريض في التاريخ الموسيقي الدراسي. كانت الفترة الأولى لدراسة الحفاظ على موسيقى الماضي، بالتالي مندلسون أحيى “ألام المسيح وفقا لإنجيل متى” لباخ ودرس برامز سكارلاتي ومونتفردي. في حين أرادت العصور السابقة سماع أجدد موسيقى ولا شيء آخر عداها الآن بدأت فكرة الموسيقى الكلاسيكية. الأثر على المؤلفين قد يكون ثري ومتداعي. في حين التحف الفضية في الماضي كانت مثل النصب التذكاري والأعمال المثالية، التراكم المنتظم وزن بشدة: “من يمكنه عمل شيء بعد بيتهوفن؟” قال شوبرت وتحدث برامز وهو يكتب سيمفونيته الأولى بلهفة عن العملاق خلفه. لم يدرك المؤلفون قط التاريخ ولذا أدركوا مكانهم فيه. الفترة الرومانسية كان العصر الفني الاول ليسمي نفسه.

الرمز الدراسي للأشكال خاصة قالب السوناتا أضاف للعبء. التعريف النصي الحديث لذك القالب هو تجريد للممارسة للكلاسيكية الذي طوره علماء الموسيقى في القرن التاسع عشر. غالبا امتثل المؤلفون الموسيقيون لهذا التجريد في نفس الوقت وهم يحاولون ضد قيودها. ضمن النتائج أنه أثناء تواجد السيمفونية كالملك دون منازع على الأشكال الموسيقية الفترة الرومانسية مع بعض الاستثناءات الملحوظة ليست عظيمة للسيمفونيات أنواع آلية جديدة أقرب للمزاج الرومانسي كانت أوسع وأكثر شاعرية واستحضارا للذكريات وأقل عبء بالتقاليد: مقطوعات تعتمد على رقصات مثل الفالس والمازوركا والبولونيز واعمال البيانو شبه ارتجالية مع اسماء مثل الفانتازي والليلية والارتجال واغاني بلا كلمات ومقطوعات صغيرة تقريبا متناثرة كمقدمات شوبان (مقدمات لا تسبق شيء). أو افتتاحية الكونشرتو للأوركسترا (افتتاحية للا شيء). الموسيقى الاوركسترالية تحالفت مع الأدب حيث جعلت الأشكال الارتجالية عقلانية بالنسبة للأفكار والحكايات مثلما فعلت القصائد السيمفونية لليست (المقدمات) والسيمفونية الخيالية لبرليوز، الأخيرة تعتمد على برنامج من احلام فنان تعاطى الافيون. الرؤى الغريبة واحيانا المرعبة التي يسببه الافيون المخدر الاختياري في العصر الذي اثر بشدة على الاسلوب الرومانسي والخيال. الاغنية الرفيعة التي كانت في السابق نوع غير هام اصبح احد اهم تجسيد واكثره تميزا للروح الرومانسي.

الكثير من النتائج تدفقت من هذا الموق. حين أصبح المؤلف نبي وبطل نغماته كالنص المقدس ويرفض الارتجال والزخرفة ويحل محله معالجة العازف الذاتي للنوتة. الكونترابنط وخاصة الأشكال الكونترابنطية القديمة – الفوجة والاتباع إلى آخره – تقريبا اختفت إلا كتمارين أكاديمية. أكثر من السابق محل التركيز الموسيقي كان على اللحن. الألحان الرومانسية الصوتية والآلية تميل لأن تكون غنائية وتعبيرية ليس مع الإيقاعات والجمل الراقصة وبالأسلوب الكلاسيكي، لكن الإيقاع الهائم للمشاعر الهائمة. لحن غنائي مميز كان تبريرها الخاص؟ لكن بسبب ذلك أقسام تفاعل قالب السوناتا غالبا تبدو آلية وعابرة: تقاوم النغمات التفاعل حيث يبدو صوتها الأفضل في شكلها الأصلي.

بشكل ما الكثير من الموسيقى الرومانسية هي القدرة التعبيرية التي تنطبق على بيتهوفن والنطاق حمل عدة مجالات أخرى لكن دون التعويض على نظام الأساس الكلاسيكي. اتباع مثال بيتهوفن بحث عن المزيد من اللون والعاطفة خلال التنافر العالي والكروماتية. من شوبرت فصاعدا تتميز الموسيقى الكلاسيكية الأساسية بحالة من التغير القلق من مقام لآخر وأحيانا تظل عالقة بين المقامات وهو شبه الروح المشتاقة الباحثة للعصر. حجم الأعمال الأوركسترالية اتسع واتسعت الأوركسترا معها: من الفرقة الكلاسيكية الصغيرة المعتادة المكونة من 30 الى 40 موسيقي، نما حجم الاوركسترا الرومانسية ليصل الى 100 واكثر وطالت مدة السيمفونيات لنحو ساعة. كان برليوز يحلم بأوركسترات تضم آلاف العازفين، مالر اقترب من ذلك في "سيمفونية الألف عازف". التكنولوجيا أسهمت بجزئها مع آليات هامة جعلت آلات النفخ الخشبية أكثر كفاءة والصمامات التي جعلت آلات النفخ النحاسية أخيرا قادرة على عزف كل النغمات. الكثير من الأوركسترات الكبرى اليوم (مثل أوركسترا فيينا الفيلهارموني وأوركسترا بوسطن السيمفوني) تأسست أثناء القرن التاسع عشر. الكثير من فرق الكونسرفتوار دربت الموسيقيين لدرجة غير مسبوقة من المهارة لدرجة أن المؤلفين وصلوا لدرجة متطلبة للغاية من العازف.

العصر الكلاسيكي طور أنواع وأشكال – السوناتا والأوبرا إلخ – والنظام المقامي – المصاحب كأشكال موضوعية دقيقة وسلسة. اثناء القرن التاسع عشر كل هذه أصبحت سلسة ذاتية بتزايد وزائدة. قبل نهاية القرن بدأت الأشكال القديمة والمقامية تنكشف كليا.

في حين سخر المؤلفون الموسيقيون من الطبقة البرجوازية حولهم، مع ذلك اعتمدوا على الطبقة الوسطى لجمهورهم وحياتهم. في العصر الرومانسي لم تكتمل ردهة في الطبقة الوسطى دون بيانو لعزف بيتهوفن أو شوبان أو مؤلفين أسهل، ولتقديم خلفية للأغاني لشوبرت وشومان. كان هناك تيارا قويا للعاطفية البرجوازية في الكثير من الموسيقى تقريبا جهد نحو العذوبة والخفة حتى وسط الأعمال الثورية. في الوسط الجديد نسبيا للحفلات العامة، العازفون الماهرون أمثل ليست وعازف الكمان الشيطاني بجانيني حصلوا على متابعات تقارن بنجوم الروك اليوم.

في حين التعقيد الزائد وطول المقطوعات جعلها أصعب على السامع العادي فهمها، على الأقل الشغف في الموسيقى كان شيء يمكن لأحد تقريبا فهمه. هذا يظل حقيقي: الموسيقى الرومانسية هي الأكثر شيوعا اليوم، مع معظم الأعمال في برامج الحفلات المعتادة.

في النهاية الانقسام بين المؤلف والجمهور الذي انفتح واتسع بانتظام خلال القرن التاسع عشر كان له عواقب حاسمة في قرننا حين ابتعد المؤلفون في الاتجاه الحديث عن الجمهور البرجوازي. من هذا الوضع بدأ عصر من الاكتشاف كما سنرى الحداثة لحد كبير كانت الرومانسية دون فرامل.


سنبدأ جولتنا للقرن التاسع عشر بشخصيتين واحد ينظر للوراء وواحد ينظر للأمام: روسيني وفيبر.

جياكوتشيني روسيني
ولد روسيني في أسرة موسيقية في بزارو بإيطاليا في 29 فبراير 1792 وفي سن 18 أكمل دراستاه في المدرسة الموسيقية في بولونيا. بعد ثلاثة أعوام وجد نفسه واحدا من أشهر مؤلفي الأوبرا في المدينة المولعة بالأوبرا. بعد كتابة بعض الأوبرات ذات الفصل الواحد للبندقية، اصبح شهيرا في الحال للكوميديا "إيطالي في الجزائر" التي ما زالت تعرض اليوم. وقتها استقر على إنتاج من اثنين لأربعة أوبرات في السنة وهذه ظلت معدل إنتاجه لسنوات عمله. كان سره هو الدمج بين العبقرية للموهبة مع الموهبة للحن وسرقته لنفسه مثل الافتتاحية التي استخدمها في ثلاثة أوبرات مختلفة وعدم مراجعة أي عمل حيث كان يختصر طريقه دائما. مرة تفاخر روسيني بالقول "أعطني قائمة ملابس الغسيل وسألحنها”.

رائعته التي كتبتها في سن 24 كانت "حلاق إشبيلية" التي اعتمدت على الأولى من مسرحيتين لبومارشيه عن حيل الحلاق الماكر فيجارو (المسرحية الثانية هي "زواج فيجارو" التي لحنها موتسارت). كتبها في نحو أسبوعين أحدثت الأوبرا ضجة لدى عرضها الأول في روما سنة 1816 لكن خلال عدة عروض صارت مفضلة لدى الجمهور وظلت كذلك من حينها. حيث سمح موتسارت بالنقد اجتماعي الخفي لبومارشيه أن يظهر يستخدمه روسيني أساسا لإثارة الضحك. النتيجة كانت أروع أوبرا هزلية في التاريخ. خلال الفترة التي قضاها روسيني في فيينا – بيتهوفن المسن أعطى هذا الخصم الذي أدار رؤوس الفيناويين مدحا كريما بشكل ملحوظ عن الأوبرا "ستعرض طالما بقيت الأوبرا الإيطالية موجودة". حتى الآن كان بيتهوفن محقا.

سنة 129 كان روسيني يعيش في باريس موطنه الأساسي من ذلك الوقت فصاعدا، وهناك كتب ما اعتبره أعظم إنجازاته الأوبرا الجادة "وليم تيل". رغم مزاياها الكثيرة كرهها الباريسيون. (أحيانا تتم إنتاجها هذه الأيام لكنها معروفة أساسا لافتتاحية "المنشق". بالتالي بعد أن كتب روسيني كما هائلا بلغ 38 أوبرا في 19 عاما، اخذ روسيني عطلة لباقي حياته. لأسباب ذلك، علق ما معناه أن التأليف أصبح يشبه الكثير العمل. إذن على مدى الأربعة عقود التالية كان يعيش حياة الأثرياء ويأكل طعاما جيدا ويستبدل زوجة سوبرانو جميلة بأخرى ويستضيف في منزله العظماء والموهوبين في أوروبا. الجهود الإبداعية الوحيدة أثناء السنوات الأخيرة كانت عدة أعمال دينية والمقطوعات الساخرة الصغيرة للبيانو التي سماها "خطايا سني الكبير". توفي في باريس في 13 نوفمبر 1868 بعد أسبوعين من الحفل الاخير الذي أقامه في منزله.

كارل ماريا فون فيبر
في حين نظر اسلوب روسيني للخلف الى موتسارت، اسلوب كارل ماريا فون فيبر نظر للامام للاوبرا الالمانية الرومانسية وفاجنر. ولد في اولدنبرج بالمانيا عام 1786 درس فيبر اولا. مايكل شقيق جوزيف هايدن وبسرعة انجذب للاوبرا. بعد عدد من سنوات التجوال كمايسترو وعازف بيانو وعدة نجاحات في المسرح، اصبح مايسترو لمسرح درسدن الهام. هناك اشتعل بحمل ابتكار اوبرا قومية المائية بعد الابتعاد عن الاسلوب الايطالي (بالتالي هو بداية نوع من القومية الموسيقية التي ازدهرت في النصف الاول من القرن).

النتيجة الأولى والابرع لذلك الحلم كان "الصياد الحر" 1821، التي تعكس الاغاني الشعبية الالمانية التي تعتمد على اسطورة المانية وتقع احداثها في اعماق الغابة الالمانية (العنصران الآخيران يميزان فاجنر ايضا). قصة فيبر مزدحمة بالاشباح واللعينة والرصاصات السحرية وكلاب من الجحيم وتحالفات مع الشيطان. رغم ان الفرايشوتز عرضت فقط احيانا هذه الايام، افتتاحياتها اضافة الى ادوار اوبيرون ويورانث نسمعها غالبا في الحفلات.


Thursday, April 10, 2014

بيتهوفن

لودفيج فان بيتهوفن
في قاعة بوسطن السيمفونية يستمر اسم واحد على ميدالية رخامية حيث يكون أهم شخص في الموسيقى وهو بيتهوفن. في الكثير من قاعات الحفلات حول العالم يتكرر هذا الشكل في شكل أو آخر. سبب هذه الأهمية أنه معظم هذه القاعات شيدت أواخر القرن التاسع عشر حين كان بيتهوفن الأهم سيادة في المؤلفين فيبدو أنه يلخص كل موسيقى. الرأي الشائع في هذا القرن ورث ذلك الموقف.

مع ذلك عند استطلاع الإقليم الواسع الموسيقى في كل أنحاء العالم كيف يمكن تخيل أن يشمل مؤلف واحد كل الموسيقى؟ هل بيتهوفن حقا أعظم مؤلف على وجه الأرض؟ في عصرنا التعددي المتشكك على الأرجح الجواب بالرفض. باخ وموتسارت عند أقل تقدير يطالبان عرش مساوي للموسيقى الغربية.

توجد مشكلة أخرى مع السيادة التقليدية للموسيقى لبيتهوفن: من الصعب جدا السماع بآذان جديدة والاقتراب منها على الإطلاق. الغرب يبدو حذرا من الرجال العظماء. الكثير منا يفضل تقديس الرياضيين والممثلين بدلا من الابطال العالميين فالموسيقي عادة يميل لإخافتنا قليلا واضجارنا كثيرا. وهذا أنه طاغية حيث تحاول الاتفاق مع الموسيقى التي تنبع من نحت التماثيل الرخامية التي تطير فوق الاوركسترات.

لتناول بيتهوفن فلننسى أنه عبقري ونحاول ان نرى الانسان يعمل على مكتبه يجول الشوارع والغابات يغمغم ويغني لنفسه يغضب ويثور لعذابه البدني أيضا وهو غريب الاطوار فلا يتعامل مع البشر شكل طبيعي لا ينشأ معهم علاقات طبيعية مع البشر. كان جيد جدا في صنعته لأنه ولد وهو موهوب وعمل بجد قدر الامكان. أسوأ ما يمكن حدوثه لأي مؤلف حدث له – وهو فقدان حاسة السمع – مع ذلك اختار عدم الموت لكي التحمل والاستمرار في الكتابة، واتسعت موسيقاه بانتظام واعمق حتى النهاية.

ولد لودفيج فان بيتهوفن في بون بألمانيا في ديسمبر 16 أو 17 1770. كانت البلدة مركز إقليمي به امير وبلاط ملكي وجامعة. يوهان والد لودفيج شغل منصبا صغيرا كمغني في البلاط والدته ماريا ابنة طاهي في البلاط.

كانت اسرة غير محظوظة. شرب يوهان وكان يصدر الضجة والصخب حيث ملأ طفولة لودفيج بالمشاهد المهينة. قال الجيران عن ماريا بيتهوفن أنه لم يرى أحد ابتسامتها. دافعت عن لودفيج من سوء معاملة والده والمؤلف خلد ذكراها طوال حياته حتى وهو يحاول محو ذكرى يوهان. لسنوات كان يشجع إشاعة أنه ابنا غير شرعيا لأحد النبلاء.

حين كشف لودفيج عن موهبة موسيقية في سن مبكرة قرر يوهان استغلاله لخلف طفل موهوب مثل موتسارت. في تلك الروح بدأ تدريب لودفيج الوحش في الموسيقى حيث حاول والده أن يجبره كي يصبح عبقريا، حبسه في الغرفة لساعات ليتدرب على عزف الهاربسكورد والكمان. وظهر لودفيج أول مرة كعازف أمام الجمهور في سن السادسة (سجله يوهان كانه في الرابعة) لكن لم يترك انطباعا كبيرا. لكن بشكل ما لم يستجب الطفل لهذه القسوة بكره الموسيقى بدلا من ذلك تمسك بالموسيقى كوسيلة للنجاة. ورغم أنه لم يملك سهولة موتسارت المعجزة أدرك مدرسه عازف الأرغن في البلاط سي جي نيف أن لودفيج امتلك موهبة هائلة. أبقى نيف الصبي يعزف المقدمات والفوجة لباخ وأشرف على النشر الاول للاعمال الموسيقية سنة 1783.


في منتصف سنوات المراهقة كانت لودفيج مساعد نيف ومحترف في الحياة الموسيقية في بون. يمكن الحصول على خبرة جيدة هناك لكن لاتخاذ مشوار فني كعازف صولو ومؤلف على المرء هزيمة فيينا عاصمة النمسا والعاصمة الموسيقية لأوروبا. في 1787 قام لودفيج برحلة لفيينا وعزف أمام موتسارت المتحمس لكن سرعان ما استدعى للوطن ليجد أمه تحتضر. من الآن فصاعدا كان لودفيج يعول والده وأخويه مع غرق يوهان أكثر في الشرب واليأس.

مواهب بيتهوفن خاصة ارتجالاته غير العادية صارت معروفة حول بون. الأرستقراطية المحلية بدأوا في اتخاذه إلى منازلهم حيث عينوه ليدرس آلة الكيبورد لأطفالهم. كون بيتهوفن صداقات خالدة مع بعض هؤلاء الأقوياء والأشخاص المتقدمين وفعلوا الكثير من أجله حيث حصل على الدخول في الدوائر الأرستقراطية وعلموا الشاب الذي بالكاد يعرف الأدب والشعر. صار قارئ متحمس لشكسبير والكلاسيكيات اليونانية والرومانية إضافة إلى المعاصرين مثل جوته وشيلر. في نفس الوقت استوعب الروح الديمقراطية الثورية التي انتشرت عبر أوروبا من الثورة الفرنسية. أصدقاؤه الأرستقراطيون لم يستطيعوا إزالة الخشونة عن بيتهوفن لكنهم شجعوه وأشعلوا روحه وذكاءه.

جاءت فرصته الكبيرة سنة 1792: زار جوزيف هايدن بون وانبهر بأعمال بيتهوفن ودعا الشاب الدراسة معه في فيينا. مثلما غادر بيتهوفن الوطن أعطاه صديقه الكونت فالدشتاين رسالة مع التوصية "تسلم روح موتاسرت من أيدي هايدن". (مات موتسارت في فيينا في السنة السابقة).

على المدى الطويل استوعب بيتهوفن التقليد الفيناوي الذي لا يضاهى ثم أحدث ثورة به. لكن أولا لم تنتج الأمور بتلك الطريقة. غرور بيتهوفن تطور بالكامل بالفعل ولم يستجب بلطف للنقد. اتضح أن هايدن مدرس عابر وغضب من طالبه الذي وصفه بالمغولي العظيم في سخرية. من جانبه، بدأ بيتهوفن بدأ في رؤية مدرسين آخرين سرا، درس التأليف الغنائي الايطالي مع سالييري العدو المفترض موتسارت والكونترابنط مع ألبرختسبرجر الذي تنبأ بعد عام بكئابة لم يتعلم شيء ولم يؤدي شيء كما يجبالأصدقاء من بون ساعدوا بيتهوفن على تجاوز العديد من المتسابقين الماهرين في الصالونات الكبيرة في فيينا سرعان ما اندمج وسط النبلاء الاوروبيين. من 1794 حتى 1796 عاش في قصر أمير وأميرة ليتشنوفسيك اللذين عاملوه كابن لهم. ملثما في بون أرسل اليه الأرستقراطيون أطفالهم ليلقي عليهم دروس البيانو. تعاطفي الجذري لم يمنعه من قبول المال في من الأثرياء ولا سياسيته وأحيانا سلوكه بدت تضايق رعاته.

في تلك المرحلة ما زال يلقى التقدير لارتجالاه الموسيقية حيث أظهر العاطفية المتهورة لا تشبه أي شيء سمعه من قبل كتب أحد الشهود:” عزفه تمزق كالشلال والساحر قيد آلته الى تعبير قوي جدا حتى ان الشكل بالكاد قادر على تحمله وفي الحال سقط وصار مرهق وسقط في شعور الكئابة. النضج كمؤلف جاء حيث بدأ يحتوي هذا النوع من النار المعبرة مع إحساس كلاسيكي للمنطق. أعمال فترته الأولى تعكس دائما الجانب الأنيق لهايدن وموتسارت أعمال مثل السداسية الساحرة مصنف رقم 20 أول عملين كونشرتو البيانو والسيمفونية الأولى سنة 1800 سابقا كانت هناك لحظات من المؤلف الثائر في مقطوعات مثل ثلاثية البيانو في مقام دو الصغير رقم 3 مصنف رقم 1. السوناتا المؤثرة التي ظهرت سنة 1799 واحدة من أعماله الاولى حيث تحدث بشدة درامية كاملة.

خلال سنوات عديدة في فيينا أسس بيتهوفن نفسه كعازف ماهر على الكيبورد مثل أي واحد في اوروبا ومؤلف واعد إن كان احيانا مربك ومحير. مع ذلك نحو 1800 اعلن أنه لم يرض عن اي شيء فعله: "أنا الان قمت ببداية جديدة" قال تلك البداية كانت واضحة سنة 1804 مع أحد الاعمال التي مثلت نقطة تحول في التاريخ الموسيقي سيمفونيته الثالثة التي تحمل عنوان البطولية التي بدأت فترته الثانية للإبداع.

السيمفونية الثالثة كان لها خلفية طويلة. لسنوات اعتنق بيتهوفن المثل العليا الديمقراطية للثورة الفرنسية وصمم على أن يربط عمله بتلك القضية. هذا التصميم يتردد في اعماله الناضجة بطرق كثيرة لكن السيمفونية البطولية اتصلت بشكل خاص أثناء تاليفها بنابليون بونابرت. في القاهر الفرنسي رأى بيتهوفن محرر مستنير للحشود الأوروبية نوع الشخص الذي أراده في الموسيقى. لذا العنوان الأصلي للسيمفونية الثالثة كانت بونابرت.

رويت حكاية رفض ذلك العنوان عدة مرات كيف ان طالب بيتهوفن ريز وصل أحد الأيام مع أخبرا تنصيب نابليون نفسه إمبراطور واصح بيتهوفن فيغضبك "إذن هو ليس رجل عادي! الآن سيدوس على كل حقوق الناس ليخدم طموحه الخاص" على الصفحة الأولى من المسودة الأصلية ما زال يمكن للمرء رؤية اسم نابليون بارز حل محله السيمفونية البطولية.


كما كان مقصود ترك العمل اثرا على الموسيقى مثلما ترك اثر نابليون على اوروبا لم يكن شيء كما كان من قبل. أخذ بيتهوفن الشكل السيمفوني الكلاسيكي لهايدن وموتسارت ووسع من ابعاده حيث ملا المساحة الاكبر بتناقض اكبر والحان اكثر وقسم التوسع اكبر واكثر دراميا. حشد حجم ووزن الحرة الاخيرة في حين كانت تميل الخاتمة عند هايدن موتسارت ان تكون خفيفة وعابرة، الخاتمة المميزة لبيتهوفن هي النظير في الاهمية والكثافة للحركة الاولى حتى تعلق السيمفونية بين العمودين للحركات الخارجية. للتعويض خفف الحركة الثالثة حيث عوض عن المنويت التقليدي بدله بالاسكرتزو. كما نرى كان يتبع الدور الاساسي لهايدن في الاسكرتزو



اهم شيء سعى الان لمادة مشحونة اكثر تعبيرية من السابق. اذا بدت العاطفة لدى موتسارت مخباة وراء قناع انيق وفي هايدن وراء المساواة العاطفة لدى بيتهوفن خام ووجها لوجه. في الالحان العديدة والذروة المرتفعة للسيمفونية البطولية نسمع بيتهفون الرجل مع كل القوة الاساسية والتغيرات المزاجية. معه اصبحت الموسيقى للمرة الاولى تكشف عن الشخصية المتنقلة – ولذا ثورة على الديمقراطية الموسيقية. الجمهور الأساسي ثبت انه لجمهور الطبقة الوسطى النامية التي ترتاد الحفلات الموسيقية في القرن التاسع عشر وهو جمهور غذته روح التنويرمؤلفون رومانسيون أمثال شوبرت وبرليوز أخذوا هذه القدرة الجديدة على التعبير والوصول بها لنقاط جديدة من التطور لحافة الجنون. مع ذلك كان بيتهوفن الوريث الحقيقي لهايدن وموتسارت أستاذ القالب الكلاسيكي وهم يشكلونه. ديونيسياس يلجمه أبولو: لم ينجز أحد قبل أو من حينها هذا المزج بين التمرد والسيطرة.

قبل أن يبدأ في تحويل العالم الموسيقي كان مقدر لبيتهوفن بالفعل ليعيش حياة معاناة. كان دائما جسده صحيح لكن صحته معتلة. قرب بداية القرن أدرك في رعب أنه كان يفقد سمعه. مؤلف موسيقي أصم – كان أمرا مستحيلا وسخيفا ولا يحتمل.

في عطلة سنة 1802 للمنتجع في هيلجنشتاد خلص نفسه من العبء في رسالة لأخوته لم يرسله قط لكن احتفظ به لباقي حياته. أصبح معروفا باسم وصية هايجلدشتاد. فيها يكتب أنه يريد أن يموت لكن "فقط الفن فقط الفن منعني آه بدا مستحيلا لي أن علي ترك العالم قبل أن انتج كل ما شعرت علي عمله ولذا حافظت على هذه الحياة التعسة". أنهى بتقريبا بكاء غير مترابط "أيتها العناية الإلهية امنحيني يوم واحد من السعادة – السعادة الحقيقية كانت طويلا غريبة على – آه متى آه متى يا إلهي هل سأشعر مرة أخرى في معبد الطبيعة والإنساانية – أبدا؟ آه سيكون أصعب من التحمل". 


 كان عليه تحمل ليس فقط الصمم لكن أيضا امراض مهينة منها مشاكل معوية أليمة أدت لإسهال مزمن وآخر الأمر تضخم البنكرياس. وتليف الكبد وتدهور في عظام الجمجمة أمراض اقل. لسنوات افترض أنه عانى من الزهري مثلما حدث للملايين وتلك الأيام.

تفضيل الحياة على الموت ذلك الصيف في هايلجنشتاد أراد أن يبعث مجددا. في تلك اللحظة تماما بدأ في كتابة السيمفونية البطولية والموسيقى الاستثنائية للفترة الثنية التي تصرف بالفترة البطولية.

أثناء تلك الفترة كتب “سأمسك بالقدر من تلابيبه” بالتأكيد لن يؤدي إلى إسقاطي”. أصبح فنه وسيلته للإمساك بالقدر. في عمله سما فوق المعاناة وحقق النصر وأخيرا حتى السعادة. مع ذلك جعل نفسه. شخصية من النوع الذي سيطر على خيال القرن التاسع عشر المجسد في الرجل الخارق لنيشته والقاهرين أمثال نابليون وبيسمارك. عبقرية لارجل الخارج تاج الأنواع البطل الثوري سيد مصيره ومحول العالم هذه كانت الصفات التي جعلت بيتهوفن البطل الفني للقرن، النموذج المثل الأعلى لبرليوز وفاجنر الرمز العظيم في ميثولوجيا الرومانسية.

بعد السيمفونية البطولية كان تقدم بيتهوفن على مدى العقد التالي كان يتميز بالبعد التعبيري الصاعد بانتظام والإنتاجية مع الشهرة التي انتشرت عبر العالم. ليس أن كل واحد وافق على ابتكاراته وليس أن فيينا كان كريم معه بشكل خاص كانت المدينة لها طريقة تعطي ظهر يده للعظماء كما يشهد موتسارت. في 1809 فكر بيتهوفن حتى على ترك فيينا لوظيفة عرضت عليه في بلاط وستفاليان لجيروم بونابرت لكن أصدقاءه الأثرياء وضعوا له معاشا سنويا ليبقوه في البلدة. ذروة شهرته الجماهيرية وصلت للكونجرس في فيينا سنة 1814 التي طلب منها إعادة سلطة الطبقات الأرستقراطية بعد الحروب النابليونية. هناك الامراء والملوك توددوا لبيتهوفن وقدم حفل مع العروض الأولى لعملين له “نصر ولنجتون والكنتاتا اللحظة المجيدة، وأيضا السيمفونية السابعة الشهيرة (اول مرة يشتهر عمل له - لأن معظم سيمفونياته استقبلت في البداية بالذهول).

الكثير من المراقبين رسموا بيتهوفن في تلك الأيام بالكلمات والصور. كان قصيرا (طوله خمسة أقدام و4 بوصة، مثل نابليون)، عريض الصدر والكتفين وشعره داكن ومشعث ووجه ليس جميل وفكه قوي. كان بالنسبة للفيناويين لكنته نحلية بدت غير مصقولة. أولا نرى عينيه تلمعان في إثارة. في هذا الوقت كان وجهه كله فيه حيوية ويملكن أن يهزي مثل الملك لير.


كانت ابتسامته ساحرة وقادر على بعث الأناقة والدفء في المجتمع لكن ضحكته الأجشة لم تكن لطيفة فكان يضحك كرجل غير معتاد على الضحك.

عاش في فوضى فكان الخدم يخشونه غالبا حين كان يتجول في الشوارع يغني ويغمغم لنفسه فكان الأطفال يظنون أنه متشرد. مع الأصدقا الوثيقين كان غالبا كريم ويعطيهم كل ماله. في اوقات أخرى كان يمكنه أن يكون قاس ومتغطرس، توجد رسائل كثيرة يعتذر فيها عن مزاجه السيء. حيث كان مبتهج في الصحبة – كانت دعابته خشنة وصبيانية. عادة بدا حزينا في سنواته الاخيرة كان وجهه شاحب أصفر ويعناني من أن أصدقاءه بالكاد يطيقون النظر له. مرارا وتكرارا حين يلاحظ هذا من يعرفه كانوا يضيفون أن لنبل ذهنه وروحه لمعت خلاكل فوضى في حياته


اسكتشاته ومسوداته تروي نفس القصة. لا شيء جاء له بسهولة أقله التاليف. حيث يمكن لموتسارت الحلم بمقطوعة كاملة في رأسه اثناء لعب البلياردو، كان على بيتهوفن القلق ولجد كل نغمة في مكانها في اسكتشاته. كتب الاسكتشات هي وثائق مذهلة: الذهب مصقول من المعدن/السبيكة الخام، الأفكار العادية صارت مفاهيم ثورية حيث يصاغ عدم الترابط للوضوح والقصد. حتى المسودات النهائية هي مجموعة كتابات وحبر ومراجعة فوق مراجعة. وهو يلف كان يغني ويلعن ويدق بقبضة يد كأنه تعذب من كل شياطين الخلل الذي يعانيه.

غالبا كان يقع في الحب بشغف كان دائما يخيب امله. ضمن حبيباته بنات من أسر الامراء والفلاحين. تقدم للزواج من الكثير لكن من يتزوج رجل لا يروض ومتواضع ومريض؟ احيانا كانت معاييره المستحية التي تنهى العلاقة. لكن مدى اشتيقاه للزواج لم يظهر أحد. وظلت رسالة لحبيبة خالدة غامضة الباقي من الشغف بواحدة أخرى.

لم يتلاشى سمعه في الحال لكن جاء وذهب على مدى سنوات كثيرة. قدم عرضه الأخير كعازف بيانو سنة 1814 حين اتضح للأسف أنه عجز عن سما عما يعزف. بمرور السنوات تراكم لديه طرقات في الاذن في عدة طرق أحيانا عند التأليف تمكن من الإمساك بالقلم الرصاص بين اسنانه ولمسه لأوتار البيانو ليشعر بالحركة. بعد 1819 كل الحديث لابد أن يدون. مع ازدياد سوء حاسة السمع لديه أصبح أكثر حزن بانتظام وشكاك وغريب الأطوار وغاب في عالم من الصمت والوحدة.

هذا تناقض بيتهوفن الذي أذهل معاصرين ومن عرفه من حينها كيف يمكن لحياة فوضوية وممزقة لهذا الحد أن تحتوي روح عظيمة وكاملة لهذا الحد.

بعد 1814 كل شيء ساء في الحال. تدهورت صحته أكثر والمشاكل المالية زادت كما يبدو دون سبب بما أن أعماله حققت مبيعات جيدة. الكثير من أصدقائه الأثريا والرعاة تركوا البلدة أو ماتوا أو أفلسوا أو ابتعدوا بسبب نوبات غضبه. سئم منه جمهور فيينا فاتجهوا لاوبرات روسيني المبهجة. أيضا بدا بيتهوفن يتحسس طريقه لاتجاه فني جديد حيث أرهق خياله بحثا عن أفكرا جديدة وإمكانيات في الموسيقى. ربما اكثر شيء دمره هو علاقته بان أخيه التي بدأت سنة 1815 وهو سبب كبير آخر للأسف هذه المرة هو سببه لنفسه.



توفى اخوه كارل ذلك العام تاركا ابنا يحمل نفس الاسم. المؤلف المسن الوحيد كان يشعر بهوس تجاه الطفل وذهب للمحكمة طالبا الوصاية عليه أثناء هذا آذى والدة الصبيأخذ كارل الشاب معه مسببا نتائج مدمرة لكليهما. بالتراوح كان محب لكارل أحيانا وأحيانا أخرى ينسى أمره حتى أنه أحيانا كان يترك الصبي لأم دون مال لشراء الطعام. وكارل الذي لم يكن يملك ذكاء استثنائي أو قوة شخصية فشل في دراساته وايا من الشراب والصحبة السيئة. بدا عمه الشهير لكارل أحمق عجوز يتدخل في شئونه. سنة 1826 بعد عقد من الاحتكاك المستمر حاول الشاب اليائس الانتحار لكن فشل حتى في هذا حيث اصاب نفسه برصاصتين فقط تسببا في جرحه. استجاب بيتهوفن بشكل هستيري لكن أدت المحاولة لانضمام كارل للجيش مما سبب راحة لكليهما.

إضافة لكل شيء آخر الجدال مع كارل أنهك قوى بيتهوفن وإبداعه خلال معظم مراهقته. إنتاجه قل لعدة أعمال سوناتا الهامركلافيير سنة 1819. العالم الموسيقي استنتج أن الأستاذ جن أو نضب فنه. لكن للمرة الثانية حول بيتهوفن عزلته وغضبه لوسيلة اعادة مولده.

سجن في عالم الصمم في عقده الأخير وجد داخل نفسه الموارد الروحانية والفنية لتوسيع عمله أكثر. حين سمى على مأساته بدت موسيقاه تسمو حدود الموسيقى. في 1820 المقطوعات الجديدة تدفقت منه في عجلة رباعياته الوترية الأخيرة وسوناتات البيانو هي أنقى تعبير عن مرحلته الثالثة وهي حرية بلا جهد ظاهريا حيث يبدو أن الموسيقى تدفقت من فكرة لفكرة وجمال لجمال لكن مع نفس الحتمية كموسيقاه الأولى. النبرة في اوقاتي تبدو لا تنتمي لهذه الارض واوقات اخرى طفولةي مثل المارش الصغير الذي يتحول للجدية في الرباعي الوتري في مقام لا الصغير مصنف رقم 132. أيضا في أعماله الأخيرة سعى الى هوس بالكنترابنط ربما اشتعل من دراسته في الطفولة لباخ، ابتكر فوجات تشبه الاعمال الكبيرة التي كتبها هاندل في القداس المهيب والبوليفونية للفوجة الكبيرة للرباعية الوترية. في المقطوعات الاخيرة يبدو أكثر من السابق للامساك بكل من شخص لاخر يقول شيء ذا دلالة هائلة مهما كانت هذه الدلالة غير محددة


كانت مرحلته الثالثة هي الازدهار النهائي لما تعلمه في حياته من البراعة في استخدام القواليب الآلية الكلاسيكية التي طورها هايدن وموتسارت. كان بيتهوفن يملك أعمق القدرات الموسيقية: يمكنه عمل كل نغمة وجملة وكل فترة تؤدي حتما لما يليها ويليها آخر الأمر تكون خبرة موحدة وعالم صغير للمشاهد حتى يحيى فيه. قد تستغرق المقطوعة سنوات للكتابة فتبدو تتولد مع استمرارها كارتجال. هذه المقدرة على تشكيل قوالب موسيقية ذات نطاق أوسع ضمن أندر المواهب في العالم. كدليل فكر في عشرات آلاف المؤلفين الموسيقيين الغريبين في آخر خمسة قرون فقط نحو 12 امتلكوا هذه المقدرة لمدة طويلة. امتلك هايدن وموتسارت الموهبة وباخ والعديد الآخرين من حين لآخر. الكثير من المؤلفين الرائعين من بينهم شوبرت وشومان لم يبرعوا تماما في المعمار الموسيقي واسع النطاق.

المقطوعة التي تعلن المرحلة الإبداعية الثالثة له ترمز أيضا لنصر بيتهوفن الروحاني والشخصي. بعد حياة من الأسف المفرط حقق المؤلف المسن حلم كان يراوده طويلا في كتابة ترنيمة للفرح، الفرح الذي شعر أنه فقده للابد في وصية هايجنشتاد سنة 1802. العمل هو السيمفونية التاسعة التي أكملها سنة 1823 حركته الأخيرة لحن كورالي لشيلر "اغنية للفرح" لكل اخطائها الخاتمة في السيمفونية التاسعة هي تجسيد مؤثر لنصر المؤلف لانهائي استعادته للفرح. ربما القصيدة كانت في ذهنه حين كتب الإعلان المنتشي: "أنا باخوس الذي يحضر الخمر المجيد للبشرية. أيا من يفهم موسيقاي بحق قد قرر بالتالي متى التعاسة التي يحملها الآخرون بداخلهم". 


النهاية أتت وسط العمل والخطط. أصدقاء بيتهوفن لاحظوا فيه خفة روح جديد، ربما إحساس خوضه كل الصعاب وأداء عمله جيدا. كان في اسكتشاته سيمفونية عاشرة. اصطحب كارل في زيارة لأخيه يوهان. في جنيكسدورف، حيث كتب الرباعية الوترية في مقام فا الكبير مصنف 135. في طريق العودة إلى الوطن في ديسمبر 1826 ركب في عربة توصيل اللبن المكشوفة في طقس رطب وأصيب بالبرد. من هناك ضعفت قوته وهو يرقد في الفراش أسبوع تلو آخر يتحدث بأمل عن المستقبل. أخيرا دخل في غيبوبة ورعاه أصدقاؤه.

لا شيء ينطبق على بيتهوفن أكثر من لحظاته الأخيرة في 26 مارس 1827 (على الأقل كما وصفها الشهود). كان الجو في عاصفة طوال اليوم بينما رقد فاقد الوعي. فجأة ومض البرق والرعد الهائل. بيتهوفن جلس مستقيما وهز قبضته في غضب نحو السماء ثم سقط ميتا.

عشرة آلاف شخص جاءوا من كل أنحاء أوروبا لفيينا للجنازة. ضمن حملة المشاعل كان فرانز شوبرت. هناك رمزيا، انتقل مشعل التقليد الفيناوي الذي ليس له مثيل.

الأشخاص في حجم بيتهوفن يظلون أحياء في التاريخ ولابد أن تستمر، نحتاج ناس مثله ليذكرونا بما تقدر عليه الإنسانية كل زمن. لكن للبقاء على قيد الحياة، أشخاص كهولاء وأعمالهم لابد أن تكون مرنة، ولابد أن تخدم مختلفة الاحتياجات في اوقات مختلفة. من لا يمكنه تجاوز هذه العصور ليست لكل العصور ليست لكل العصور.


يبدو أننا فقدنا الإيمان بما يمثله بيتهوفن للرومانسيين – البطل الذي هز العالم. ربما هذا جيد أيضا. الكثير من الأبطال الذين هزوا العالم، المستقبل فشلوا والكثير خانونا فلم نثق بهم. ربما بيتهوفن الذي نحتاجه الآن هو الرجل الأعذب الذي يعاني والذي لديه خلل لكنه ينتصر في النهاية، سيد مصيره الخاص، وجها لوجه مع السامع الواحد. البطل الفرد ولا سواه لكنه منتشر مع ذلك


من أين يبدأ المرء لمعرفة موسيقى بيتهوفن؟ أين نبدأ نعرف محيط؟ من هضاب كاليفورنيا؟ الشاطئ في ريو؟ على سفينة في البحر؟ كل هذا ممكن بالمثل كله غير كافي. لذا يجوز أن نغرق في السيمفونيات أيضا

سيمفونيته الخامسة قد تكون اكثر عمل أوركسترالي مشهور كتب من قبل، لكثير من مرتادي الحفلات هي السيمفونية الكلاسيكية. ليس صعب أن نرى السبب. الخامسة هي واحدة من أكثر الأعمال المؤثرة في برنامج الحفلات: الحركة الأولى هي عمل رائع إيقاعي له كثافة شديدة تعتمد على شكل من أربع نغمات، الحركة الثانية ذات أناقة غنائية، الحركة الثالثة اسكرتزو عظيم لكن مداعب نوعا ما، ومارش مجيد في الخاتمة مع كودا منتصرة.

لسوء الحظ الطابع المالوف سرق من السيمفونية الخامسة اصالتها. بعيدا عن نمط السيمفونية الكلاسيكية هي في الواقع غريبة الاطوار في كل اتجاه. الموتيف الشهير دوت دوت دوت داش للحركة الأولى قصير بشكل غريب على موضوع سيمفوني والكثير اعتبرها نكتبة في الاصل. الحركة الثانية تضم واحد من الالحان الغنائية المستدامة في الادب. الاسكرتزو يتطور إلى الخاتمة بطريقة غير مسبوقة وتقفز ثانية في منتصف الخاتمة أيضا الكثافة الإيقاعية للحركة الاولى طويلا استبدلت في اعمال مثل "طقوس الربيع" لسترافنسكي. المقدمة المعبرة والايقاعية ارتفعت كثيرا منذ ايام ترك الجماهير تلهث بحثا عن نفس من الحركة الافتتاحية.

على أية حال الخاتمة تظل فريدة ولا غنى عنها. ليس علينا ابتلاع الخرافة القديمة التي تمثل "القدر يقرع الباب" لترى العمل كنضال رمزي مع القدر. وهو نضال طبقه بيتهوفن في اعمال كثيرة في موسيقاه ككل وفي حياته: سامسك القدر من تلابيته.


السيمفونية السادسة المعروفة بالريفية، هي مقطوعة ذات برنامج حسب تقليد قديم لهذه المقطوعات وإلهام أساسي للسيمفونيات الرومانسية اللاحقة ذات البرنامج. تستحضر الريف الذي عاد له بيتهوفن كل صيف للراحة والالهام. داخل الموسيقى تقع الحقول عذبة وهادئة، يرقص الفلاحون وتهب عاصفة رعدية الى اخره.


السيمفونية السابعة كان يطلق عليها اسم سيمفونية رعوية اخرى. بالتاكيد الحركات الخارجية راقصة، مع دافع ايقاعي هوسي. هذه ليست الرقصات الفرنسية الانيقة لكنها رقصات المانية ذات خطوات ثقيلة بها شرب البيرة مليئة بالنفير والوتريات. الرقصة الجراف البطيئة في الحركة الثانية مع الحانها المتصاعدة والمتنهدة احد الاجمل في برنامج الحفلات.


السيمفونية التاسعة المعروفة بالكورالية، تنتهي بتلحين كلمات شيلر "اغنية السعادة" لعازفي الصولو والكورس كما ذكرنا اعلاه. اول ثلاث حركات فردية بقوة كل واحدة قوية كان كل افكار بيتهوفن السابقة زادت بمقياس هائل. المؤلفون اللاحقون سرقوا دون خجل لكن دون ان يضاهوا بيتهفون الافتتاحية في هذه السيمفونية التي تبدو نشأت من الضباب الى النداءات الهائلة. النظام المعتاد للحركات الوسطى السيمفونية انعكست، بعده ياتي الاسكرتزو، هذه تدور وتدق مع الانفجارات من التمباني والرقصة الرعوية المبتكرة في المنتصف. الحركة البطيئة هي المرحلة الثالثة لبيتهوفن في اكثر اتساع روحاني هادئ حيث لا يحدث شيء الا لحنين بالتناوب تنسج نفسها في تنويعات ذات جمال غير مالوف. ثم الخاتمة، الاولى من نوعها لتستخدم كورس. الاندلاع الفوضوي للصوت استحضار للحركات السابقة ثم لحن بسيطة كاغنية ثملة حيث يبني بيتهوفن سلسلة تنويعات تتراوح من الراقي – مثل الفوجة المزدوجة مع الصيحات المنتشية للفرح – للسخافة في مارش عسكري لفريق البلدة. قد يكون هذا مع اللحن البسيط للخاتمة واحد يمكن للطفل ان يهممه وربما نصف العالم يعرفه، كان بيتهوفن يجسد رؤيته للديمقراطية خلال الوصول للبشرية باكملها السطر يقول "ايتها الملايين أنا اعانقكم". 


في العرض الأول في فيينا للسيمفونية التاسعة في مايو 1824 (إضافة لأجزاء من عمل missa solemnis، وقف بيتهوفن الاصم امام المايسترو الذي يضع الايقاعات لكل حركة. حين انتهت الخاتمة وعاصفة من التصفيق، كان المؤلف ما زال يواجه العازفين ويحدد الزمن. وكان على احد العازفين الصولو ان يديره حتى يرى التصفيق (الذي لم يكن يسمعه بالطبع)، الذي اصبح اعلى واعلى في محاولة غير مجدية للوصول عبر اذنيه. قد تكون اكثر لحظة مجيدة من مشوار بيتهوفن. كان محبوسا في صمته وبدا بالكاد يفهم أو يقر به.

سيمفونيته الثالثة "البطولية" قد تكون الاعظم في التسعة. على الاقل مؤلفها اعتبرها كذلك. الحركة الاولى تغزل الحان مقابلة متعددة في تدفق لا يسأم في الحدة الدرامية. الحركة الثانية مارش جنائزي مهيب ومذهل. الثالثة هي اول اسكرتزو حقيقي لبيتهوفن، مع اصوات الرياح والتريو الرعوي لبوق الصيد. الخاتمة بها تنويعات مهيبة تنتهي بالنفير العسكري في الات النفخ النحسية.

كونشرتات بيتهوفن – خمسة للبيانو وواحد للكمان – توضح تقدم يشبه سلاسله الاخرى بدءا من الاعمال الكلاسيكية ونهاية بالروائع التنبؤية التي تمهد الساحة للعصر الرومانسي. ربما اروع اعماله لعازف الصولو والاوركسترا هو كونشرتو البيانو الرابع في مقام صول الكبير لسنة 1809. هنا هو ابعد عن المهارة الاستعراضية وبدلا من ذلك تنكشف علاقة باحثة ودرامية بين البيانو والاوركسترا. بدلا من المقدمة الاوركسترالية المعتادة الممتدة هذا الكونشرتو يبدأ بعدة مازورات تاملية للبيانو تعد النبرة الانطوائية للعمل. الحركة الثانية تبدو حوارا سلسا ومتازما بين العازف الصولو والالات. اخيرا في الحركة الاخيرة تنتقل النغمات الى مشرقة وحيوية، تتطور من بهجة لاخرى. رغم ان القرن التالي سيرى الكثير من الكونشرتات الناجحة ليجد ما يضاهي الكونشرتو الرابع على المرء الرجوع لموتسارت.

الرباعيات الوترية البالغ عددها 16 استغرقت حياته الابداعية وهي رحلة موسيقية وروحانية ذات بعد غير مسبوق. كبداية حرب سماع مجموعة المرحلة الوسطى التي تضم ثلاثة اعمال مصنف رقم 59 تعرف بالرباعيات راسومفسكي على اسم الشخص التي اهداها له وهو احد الامراء الذين احسنوا اليه. الاولى في مقام فا تعرف برباعية التشيللو لان الافتتاحية تقدم تلك الالة والثانية في مقام مي الصغير تضم اكثر حركات بيتهوفن البطيئة تاثيرا: الرباعية الوترية الثالثة الدرامية في مقام دو تعرف باسم "البطل".

كما لاحظنا اعلاه كان في اخر خمس رباعيات وترية اضافة الى اخر ثلاث سوناتات البيانو ان نجد الفترة الثالثة في انقى حالاتها. يمكن البدء بالرباعية في مقام لا الصغير مصنف رقم 132. بعد الحركة الاولى المتسعة المليئة بالتناقضات الحركة الثانية الاسكرتزو هي نغمة صغيرة غير متكلفة تظل عالقة مثل التسجيل المكسور، لكن في اقل مسار لها تبدو مبهجة. من هذا ينشا احد هذه الحركات البطيئة المتاخرة الراقية التي كتبت حين خرج بيتهوفن من مرض اخر وعنوانها اغنية دينية لشكر الرب بعد التعافي من المرض. من تلك النقطة المارش حيوي الرباعي نادرا ما يترك تلك النبرة ذات الجمال من النوع الذي لم يحققه اي موسيقي اخر.

اذن ربما لمرء مستعد للغموض المماثل والجمال الذي يميز غيرها من الرباعيات الوترية الاخيرة مصنف 127 و130 و131 و135. اضافة الى هذه خذ في العالم المماثل لاخر سوناتات البيانو مصنف 109 -111. جولة سوناتات البيانو السابقة جرب التي لها اسماء مثل ضوء القمر والمؤثرة وفالدشتاين والعاطفية.

يوجد اكثر من هذا بكثير – فبموسيقى بيتهوفن مثل المحيط. يوجد القداس المهيب مثل الذي اعتبره بيتهوفن تاج موسيقاه واوبرا فيدليولو التي فيها عيوب لكنها ما زالت مؤثرة بشدة وترنيمة اخرى للحرية. ثلاثيات البيانو مثل الارشدوق الغنائية باناقة. السيمفونية الرابعة: ضمن الاخف في النبرة لكن ربما الاكثر الهاما من التسعة.


لا تتفاجأ اذا لم تكشف هذه الاعمال في الحال عن اعماقهما. بيتهوفن يشكف عن قوته الاساسية بمرور الوقت، الموسيقى التي تتطور مع روح وفهم المرء. يصبح جزءا من افراح واحزان المرء يربط نفسه بهم لانه واحد منا كان هناك وفهم كل هذا. رحلة المرء خلال عمله هي مثل رحلة الحياة في اعلى ذروة من العاطفة واكثر حكمة