Friday, April 25, 2014

فليكس مندلسون

فليكس مندلسون
غالبا نلاحظ أن فيلكس مندلسون سمى هذا الاسم المناسب له فمعظم حياته مجموعة من الأفراح. ولد في أسرة تملك المعرفة والوسائل لتشكيل موهبته حيث بلغ النضج الابداعي قبل اي مؤلف موسيقي كبير اخر قبل سن الثلاثين بعد سلسلة انتصارات لا تتوقف – صار اكثر مؤلف موسيقي محبوب في عصره. مع ذلك تقترح حياته الاستنتاج المرهق ان الحياة المثالية شيء وهمي لان في النهاية ثبت ان الهامه لا يساوي موهبته واسفه الكبير الاول الذي قابله كان يكفي ان يقتله.

ولد باسم يعقوب لودفيج فيلكس في 3 فبراير 1809 لابويه ابراهام وليا مندلسون. كان والده موظفا ثريا في البنك ووالدته فنانة وموسيقية. ابراهام ابن فيلسوف يهودي شعهير يدعى موسى مندلسون لاحقا يقول بتواضع عن نفسه: "كنت ابن والدي. الآن أنا والد ابني". حين كان فيلكس شابا انتقلت الاسرة لبرلين حيث تلقى هو واخته الموهوبة فاني أول دروس في البيانو من والدتهما. سرعان ما كانوا يعملون مع افضل مدرسي الموسيقى الموجودين ويدرسون كل يوم حسب جدول منظم طبقه وادلهما يبدأ في الخامسة صباحا. كلاهما برع في اهتمامات ودراسات اخرى، كان فيلكس بارع بشكل خاص في الرسم والتلوين. حين بدا ان ديانة فيلكس قد تكون حاجا لمشواره الفني في المانيا المعادية للسامية، حول ابراهام الاسرة للبروتستانتية ليميز فرعه عن الجزء الذي لم يتحول عن دينه وغير ابراهام اسمه الى مندلسون-بارتولدي. قد يشعر فيلكس ذلك الاسم.

لا نعرف كيف اثرت عليه هذه التجارب الحزينة. لكن المظاهر امتلك فيلكس تشبه كتاب الحيكات حيث جعلوا ظهوره الاول امام الجمهور كعازف بيانو في سن التاسعة كمؤلف في العاشرة اثناء الدراسات مع مؤلف جوته كارل زيلتر اصبح فيلكس على اتصل بالشاعر العجوز جوته والغلاب كان يعزف له. ابقى زيلتر طالبه على نظام منتظم لاعمال باخ مؤكدا عليه ان يدرس الفوجة. فن سن 12 أنتج فيلكس تسع فوجات وخمس سيمفونيات للوتريات وعملي اوبرا وعدة مقطوعات أصغر. العام التالي اعد والده سلسلة حفلات موسيقية يوم الاحد حيث عزف ابرع الموسيقيين في اوروبا مع فيلكس وادوا اعماله.

في سن 16 مع مجموعة كبيرة من الموسيقى بالفعل لفضله بلغ النضج التام مع الثمانية الوترية غير العادية في مقام مي بيمول، التي تفوق أي شيء كتبه شوبرت أو موتسارت في ذلك العصر. بعد ذلك كتب عمل يضاهيه في الخيال والمهارة وهو افتتاحية لمسرحية شكسبير "حلم ليلة صيف"، قاد العرض الاول سنة 1826.

ولم تقتصر إنجازات مندلسون على التاليف الموسيقى. في مراهقته كان بالفعل احد ابرع عازفي البيانو في عصره لكنه سيصبح اشهر كمايسترو. سنة 1829، حيث كان عمره عشرين، قاد اكاديمية برلين في الاحياء الشامخ لمقطوعة باخ "آلام المسيح وفقا لإنجيل متى" الذي عرض للمرة الأولى منذ ايام باخ كان الانطباع المتروك عميق للغاية حتى ان هذا الحدث اشعل الاحياء العظيم لموسيقى باخ في القرن التاسع عشر. مندلسون وقتها قام بجولة كبيرة لاوروبا دامت ثلاثة اعوام، في كل مكان أثار الاعجاب. هذا تضمن اول من شعر زيارات قام بها الى انجلترا حيث اشتعل نجمه دائما اقصى شيء، اصبح مفضل بشكل خاص لدى الملكة فيكتوريا (في رسالة شهيرة يروي مندلسون عن مصاحبة الملكة في اغانيه في قصر باكنجهام). كما زار اسكتنلدا وهي رحلة اثمرت اساسا عن افتتاحية رائعة هي "كهف فنجال" (أو الهبريد) والسيمفونية الأسكتلندية. أثناء أسفاره مارس الرسم وكتب تقارير مبهجة أرسلها الى فاني ووالديه. مع شخصيته اللامعة ووسامته الشديدة صادق الناس في كل مكان خاصة وسط الموسيقيين الرواد من اوروبا.

قد يبدو ان الاشياء بالكاد ستتحسن، لكن البعض الوقت تحسنت. عام 1836 في سن 27، اصبح مندلسون مايسترو اوركسترا جفندهاوس لايبزج الموقرة، ينطبق على الشكل، اثناء مدة بقاءه جعلها اعظم اوركسترا في العالم حيث وسع من برنامج حفلاته في العالم الحديث والاعمق في الماضي.

من برنامج حفلاته في العالم الحديث والاعمق في الماضي. السنة التالية تزوج من ابنة رجل الدين سيسل جانرينو وهي وهي جميلة في سن 18 ادى زواجهما السعيد الى انجاب خمسة اطفال.

بعد عدة سنوات قال تنظيم كونسرفتوار لايبزج الجديد حيث درس البيانو والتاليف. اثناء هذا حافظ على انتاج منتظم لمقطوعات كبيرة وصغيرة اعمال هامة اكتملت في العقد بعد 1833 يشمل السيمفونيات الاسكتلندية والايطالية وكونشرتو الكمان في مقام مي الصغير. لكن قبل سنة 1845 كان جدوله ينال افضل ما لديه وكان حظه أسوء.

جهود مندلسون الهوسية اجهدت تكوينه الضعيف. رغم انه كان معتلا بالعقل من اثار الاجهاد المفرط اصر على الذهاب لانجلترا سنة 1846 ليقود العرض الاول لاوراتوريو ايليا. كان كالمعتاد عملا ناجحا لكن الرحلة الاخرى اضرت بصحته اكثر. اخيرا اعترف بانه في حاجة للراحة الغى عرضه ومهام التدريس وهرب الى فرانكفورت في عطلة: لدى الوصول تلقى اخبار ان اخته العزيزة فاني ماتت. وفاة والده وامه هزته لفترة لكن في هذه الحالة الضعيفة هذه الصدمة غير المتوقعة زادت حالته سوءا عند سماع الاخبار صرخ ثم سقط فاقدا للوعي على الارض حيث تمزقت الاوعية الدموية في دماغه.

خرج من النوبة انسان مختلف قد سحبت منه حيويته ومرحه. الاشهر التالية كانت مليئة بالاكتئاب ونوبات من الالم وتراجع منتظم في الصحة. عمله الابداعي الاساسي كانت الرباعية الوترية في مقام فا الصغير منصف رقم 80 من الواضح عمل ولد في الاسف والمعاناة. توفى في سن 38 في لايبزج في 4 نوفمبر 1847. العالم الموسيقي اذهل الخدمات التذكارية عقدت في كل انحاء المانيا في انجلترا وفي باريس.

بلغ مندلسون النضج الفني في مبكرة على نحو غير عادي وواصل اسلوبه الجميل في المراهقة لحين وفاته. حين تعرض لنوع من الصدمة والحظ السيء الذي يمكن ان يعمق موهبة. كموهبته، ولم ينجو. السؤال الموسيقي العظيم لعصره كما طرحه شوبرت الشاب، كان "من يمكنه عمل اي شيء بعد بيتهوفن؟" هذه الأزمة التي سيطرت على القرن التاسع عشر بأكمله، ببساطة ابتعد عنها مندلسون. كان كلاسيكي سمح لنفسه بالتعبير الرومانسي. فضائله، في الأعمال القليلة والعظيمة له، هي الإجادة المصقلة، واللمسات الرقيقة للألم والكئابة، وامتداد طويل للبهجة المطلقة. شومان، مؤلف موسيقى مختلف تماما، لم يكون فخورا جدا ليعجب ويشتهي إجادة القالب لدى صديقه: ألف شومان من وحي الإلهام ومندلسون من الحرفية الصلبة.

سمعته للعذوبة والخفة حققت شهرة في حياته والاختفاء الجزئي لاحقا. كان مفضل في إنجلترا الفيكتورية، لكن هذا فقط يشهد على محليته. هذا المصطلح ليس ظالم، مع وجود أشياء مثل "أغنية دون كل كلمات"، إسهامه الأساسي للأدب الرومانسي لمقطوعات الصالونات للبيانو. (بعض هذه كتبتها فاني في الواقع، التي عند سماحها له بطباعتها باسم أخيه الذي خضع للموقف المخجل لهذا العصر أن التأليف أو الإبداع لم يكن ملائم للنساء). للتعرف على مندلسون سنواصل تقريبا في الترتيب الزمني. لا حاجة للبدء مع مقطوعاته الاكثر سهولة لأن كل أعماه سهلة في المعتاد.

الثمانية الوترية في مقام مي بيمول الذي كتبه سنة 1825 واحد من أكثر الأعمال المعجزة في التاريخ. أن عمل واسع النطاق أصلي ومؤكد يمكن أن يكتبه شاب في السادسة عشرة يعتبر مستحيل لو لم يكن فعله (لم يتمكن مدرسه زيلتر مساعدته كثيرا، فزيلتر لم يكتب شيء بنفس الجودة). إذا كان مندلسون قادرا على البناء من الثمانية بدلا من الاعتماد عليها.. لكنه لم يفعل. في الواقع قد يكون لم يضاهيها قط. جوهرة في موسيقى الحجرة تبدأ بالحركة الأولى الدافئة والطويلة، الحركة الثانية الغنائية برقة، والحركة الثالثة الخفيفة (الاولى من الاسكرتزو الخيالي المميز لمندلسون9 وخاتمة ساحرة وبها حيوية مع كتابة رائعة للفوجة.

يأتي تاليا في القائمة عمل في العام القادم افتتاحية لعمل "حلم ليلة صيف" واحدة من أفضل المقطوعات المميزة في القرن. هنا مندلسون يقدم موسيقى ترسم كل جانب من كوميديا شكسبير من تنهيدة الأحباء إلى دعابات شخصية بوتوم كل هذا الرسم النغمي رومانسي بشكل مميز مثلما في الجو السحري للكل؟ لكن في مندلسون كل شيء معبر عنه في الشكل المشتق كلاسيكيا في هذه الحالة قالب السوناتا المعتاد من الافتتاحية. من هذه المقطوعة الرائعة فلاحقا في عصر من التنوع الأوركسترالي السميك كان تدوينه واضح بشكل رائع.

بعد نحو 15 سنة أضاف 13 مقطوعة للافتتاحية من الموسيقى التصويرية لمسرحية شكسبير. كان قادرا على مضاهاة اسلوب رائعته التي كتبتها في الشباب لانه لملم يتركه حقا أبدا. أكثر هذه المقطوعات المالوفة هو اسكرتزو باك وهي ليلية هادئة للعشاق ومارش الزفاف. (اضافة الى المارش من اوبرا لوهنجرين لفاجنر، انضمت الاخيرة لاحقا الى نسبة جيدة من العالم الغربي).

من رحلة مندلسون سنة 1829 الى اسكتلندا جاءت افتتاحية "كهف فنجال" ايضا المعروف بالهيبريدز. بدءا من اصطدام الامواج العظيم والاسر يجتاح ليستحضر الطيور والعاصفة في قالب السوناتا الصارم. ريتشارد فاجنر الذي لم يكن معجبا بمندلسون، مع ذلك اعجب بالخيال التصويري لهذا اعمل وكتب "كان مدلسون رسام للمناظر الطبيعية من الطراز الاول والهيبريدر هي رائعته".

من السيمفونيات الايطالية بداية جيدة. من اللحن الافتتتاحي المبهج مندلسون في اعلى قمة قوته الموسيقى رائعة في المنطق مقيدة لكن جذابة في التعبير. بعد اسكرتزو يشبه المنويت في الحركة الاخيرة تظهر اللمسة الايطالية الوحيدة المحدة في السيمفونية – رقصة اسالتاريللو، الطابع الحاد التقليدي لهذه الرقصة يهدأ بلمسة من الطابع الخاص بالحوريات. في تقريبا ننسى السعادة والبراعة هي السيمفونية الاسكتلندية التي اكتملت سنة 1842 بعد سنوات من المجهود.

رغم ازدهار انتاج مندلسون ما زال يمكنه ان يبذل العناء بلا نهاية. مثال على هذا الكونشرتو الكمان في مقام مي الصغير ربما ابرع كونشرتو في القرن بعد بيتهوفن رغم عدم موافقة المعجبين ببرامز على ذلك. كتبه لعازف الكمان الماهر صديقه فرديناند ديفدي ومع بعض جزء الصولو على الارجح كتبه ديفيد الكونشرتو استغرق ست سنوات قبل ان يسمح مندلسون بعرضه عام 1844. بدلا من المقدمة الاوركسترالية الطويلة المعتادة للحركة الاولى التي تضع نغمة من الاهات الرقيقة التي تستمر خلال العمل. في كل الحركات الثلاثة عازف الصولو يعزف دون توقف مع ذلك الاوركسترا شريكا كاملا في الحوار الموسيقي. بعد حركة بطيئة غنائية وجميلة الخاتمة اليجرو خفيف ولامع. في تلك الملحوظة نترك واحد من المع وربما ايضا الاكثر مأساوية في المؤلفين

No comments:

Post a Comment