Saturday, November 1, 2014

Rameau

حقق رامو الشهرة كمؤلف نسبيا في فترة متأخرة من مشواره الفني. ففي عام 1733 حين كان عمره خمسين عاما، حققت أول أوبرا له "هيبوليت وأريسي" عاصفة من الجدال لأنها تجرأت على تحدي نموذج الأوبرا الفرنسية الذي رسخه لولي قبل ذلك بنحو خمسين عاما. في الواقع ادعى رامو أنه تابع لولي لكن موسيقاه أكثر ديناميكية ومغامرة هارمونيا وهي صفات عاب عليها النقاد بأنها مجبرة وغير طبيعية. غاب النجاح طويلا جزئيا لانه قضى أول 40 سنة من حياته في غموض بسبب الإقليم الذي عاش فيه وجزئيا لأنه حقق شهرة كصاحب نظرية موسيقية وهي مهنة تعتبر غير متوافقة مع العمل الفعلي للتأليف، رغم أن رامو نفسه قدرها باحترام. ورغم خلفيته الاكاديمية لا تبدو موسيقاه مثقفة بشكل خاص – لكنها بدلا من ذلك تتميز بالسحر وأناقة موسيقى كوبران، لكنها مع طابع أكثر لذاعة وحيوية.

ولد رامو في ديجون، كان الابن السابع من 11 طفل. كان والده -الذي علمه الموسيقى – عازف أرغن في كاتدرائية نوتردام في ديجون وهي وظيفة خلفه فيها جان فيليب عام 1709. قضى أوائل مشواره الفني أساسا كعازف أرغن في سلسلة كاتدرائيات فرنسية بما في ذلك كليرمونت فيراند حيث نشر عام 1722 بحث عن الهارموني حيث فحص أصول الهارموني وعلاقات التآلفات.

العام التالي غادر إيطاليا لكن حقق نجاحا متواضعا في كتابة أعمال مسرحية خفيفة وعمل تدريس الهاربسكورد قبل أن يهتم به أحد أكبر الرعاة الفنيين في المدينة وهو الممول لا ريتش دولا بوبلنيير الذي كان أحد أكثر الرجال ثراءا في فرنسا، كان ينفق الكثير على الفن. ضمن منازله العديدة قلعة فب باسي قرب باريس حيث كان لديه إبرشية خاصة حافظ على أوركسترا من 14 عازف وقدم حفلات منتظمة ومهرجانات موسيقية. رامو كان مديره الموسيقى من 1731 حتى 1753، وكان لا بوبلنيير الذي قدم العقود والمال التي بدأ بها مشواره الفني الأوبرالي الذي ازدهر في فترة متأخرة من حياته. خلال عدة عقود انعكست مكانة رامو كمبتكر راديكالي وكان يمثل كل شيء جيد عن التقليد الأوبرالي الفرنسي في معركة تلت عرض السيدة الخادمة لبيرجوليزي عام 1752.

No comments:

Post a Comment