Thursday, June 15, 2023

michael torke

 مايكل تورك


مايكل تورك، وأحد من ألمع النجوم الذين ظهروا في ساحة الموسيقى الأمريكية في آخر 25 سنة، وصفوه بأنه ينتمي إلى مرحلة ما بعد المنيمالية وبعد الحداثة. المصطلح الرسمي ينطبق عليه لأن الموسيقى النشطة تبدو لها جذورها في النظم الإيقاعية المنظمة بإحكام لجلاس ورايخ في حين رايخ بسبب انتقاءه للأسلوب  المتعدد. أحد أول أعماله له أثر قوي، "الصفحات  الصفراء" (86) يجمع بين خط الباص من أغنية ةشاكاخان  مع الأصوات اللامعة والنظيفة لسترافنسكي في مرحلة الكلاسيكية المتجددة التي تحملها إيقاع مدوي. موسيقاه مزيج مبهج لموسيقى الحجرة، رغم أن العديد من الموسيقى الأوركسترالية الكاملة لتورك أثبتت شعبيتها كموسيقى الباليه -  خاصة مع تصميم الرقصات الأمريكية لبيتر مارتينز - وبعض أعماله الغنائية مثل "أربعة تحكم" 93 لاقت ترحيبًا نقديًا.


ولد تورك ونشأ في ميلوكي في وسكنسون كان طفلًا موهوبًا حيث درس البيانو والتأليف في سن الخامسة. وفي مرحلة المراهقة نال جوائز عن العزف على البيانو والتأليف وبدأ يتعلم العزف على آلة الباصون. ومن المثير للدهشة، مع النظر في تطوره اللاحق لم تترك الموسيقى الشعبية أثرًا كبيرًا عليه في هذا الوقت ولم يكتشف الجاز والروك إلا حين التحق بالمدرسة إيستمان للموسيقى وبدأ يحاول وضع بعض الحيوية والعفوية في موسيقاه. قام بالمزيد من الدراسة في جامعة ييل مع جيكوب دروكمان ومارتن برنسنيك، وهناك كتب عمله "الصفحات الصفراء" وأول أعماله للألوان للأوركسترا بعنوان "البرتقالي المنتشي" 85 ومحاولته لتقديم مقابل سمعي متلاحم يساوي الإشارة للون المحدد (أطلقت عليه نيويورك تايمز "رافيل جيله")، مقطوعات "اللون" شكل مزج تورك الواعي للعناصر الأسلوبية المتباينة في عمله "الرماد" 89، على سبيل المثال، كأن الحركة الأولى لسيمفونية غير محددة في القرن التاسع عشر أغلقت بشكلٍ دائم في لحظاتها الافتتاحية. هذه مرحلة ما بعد الحداثة في أكثر حالاتها تفاخرًا وضراوة ولحسن الحظ مدخل للاكتشاف يبدو أن تورك تخلى عنه.






لكن حين يطبق أسلوب تورك الغريب والتنويعات الإيقاعية غير المتوقعة مع لمسة أخف يمكن أن تكون النتائج مثيرة ومنورة. موهبته العظيمة هي قدرته على توحيد المواد التناقضية ظاهريًا إلى عبارات متماسكة مع الحفاظ على الوضوح والتكامل للعناصر الفردية. ويمتلك أسلوبًا متفردًا في استغلال الشد بين الشكل الحر والعفوية والتحكم البنائي المحكم. كانت النتيجة، مقارنة مع الكولاج لروبرت راوشنبرج له ثقة لا تهتز تبدو شاملة للتفاؤل الأمريكي المحدد للغاية.




وتم تسجيل الكثير من أعمال تورك في شركة "أرجو"، لكن المؤلف تباعًا حصل على حقوق تقديم هذه العروض وإعادة نشرها (بالإضافة إلى تسجيلات أخرى) في شركة تسجيلاته الخاصة "إكستاتيك". هذه التسجيلات متاحة عبر موقعه على النت. أول عمل أوبرا له عن سائق فورميلا الأول إيرتون سينا البرازيلي عرض عام 2011 في دار الأوبرا القومية الإنجليزية.




أعمال موسيقى الحجرة




في معظم أعمال تورك الموسيقية ثمة جذب وشد خفي بين نوعٍ من العفوية حرة الشكل والتحكم البنائي المحكم الذي يسحب غرضه على مادته الموسيقية. عمل مبكر هو "فنادا المستوحاة من الجاز" 84 يعّج بالطاقة الحضرية سريعة الحركة لكن – مثل الناس المتحركين بسرعة في مدينة حديثة – كل عنصر يعرف بالضبط إلى أين يتجه. هذا العمل واحدًا من أصعب أعمال تورك وقريب في الروح من المنيمالية الأوروبية العدوانية للوي أندريسن. أيضًا يمكن سماع لمسة أمريكية في عمل "المفتاح المعدّل"87 الذي يدخل عنصرًا لحنيًا، لكن أيضًا يوضح جانب من شخصية تورك وهو تغيير المزاج بإدخال غير متوقع، مثل الجيتار الباص يليه الكورد النحاسي المستمر في أسلوب الفرقة الكبيرة. في عمل "صدأ" 89 ثمة عودة إلى العالم السمعي المتياليك لعمل "فنادا" لكن يوقفه قسمٌ من الغناء المذهل. موهبة تورك العظيمة هي قدرته على توحيد المادة التناقضية ظاهريًا إلى عبارات متلاحمة مع الحفاظ على وضوح وتكامل العناصر الفردية.


No comments:

Post a Comment