Thursday, November 10, 2022

تاكمتسو

تورو تاكمتسو


علم تورو تاكمتسو نفسه الموسيقى بشكلٍ كبير فأدار ظهره للموسيقى اليابانية لصالح النماذج الغربية عن خبراته وقت الحرب. رقة التركيب في عمله تدين بوضوح لديبوسي ومسيان والصمت البليغ يذكرنا بجون كيدج. ومع ذلك حبه للنسيج لأجل ذاته أشار دائمًا لقوة التراث الموسيقي الياباني، الذي اعتنقه بصراحة في آخر الأمر. في بعض المناسبات بدت موسيقاه تمزج بين الشرق والغرب لكن في أفضل حالاته، تاكمتسو حسي يستحضر عالم الصوت اللامع عالمًا سحريًا دقيق سمعيًا لكن حالم بكثافة. الكثير من العناوين الشعرية التي منحها لمقطوعاته تستحضر وجود مياه وثمة صفة متكررة للنقاء في معظم أعماله.


رغم حظر الموسيقى الغربية في اليابان أثناء الحرب، أول اتصال بتاكمتسو معها جاء خلال فترة خدمته العسكرية (حيث تم تجنيده) حين استمع لأغنيته فرنسية مشهورة "تحدث معي عن الحب". بعد الحرب عمل تاكمتسو في قاعدة أمريكية عسكرية حيث تمكن من الاستماع لشبكة القوات المسلحة الأمريكية التي قدمت موسيقى كلاسيكية وموسيقى مشهورة بوب. خلال حياته ظل مستقبلًا بشكلٍ كبير لنطاق عريض من الموسيقى (حتى أنه قام بعمل توزيعات لأغاني البيتلز) لكن خلال فترة الخمسينات كان مهتمًا بشكلٍ خاص بالطليعة الأوروبية. أنشأ مع مجموعة من زملائه الموسيقيين والفنانين "ورشة عمل تجريبية". في عام 1951 تأثر بالموسيقى المجردة، فتضمنت أعماله الإلكترونية "موسيقى المياه" (1960) وهي مقطوعة صنعها بشكلٍ حصري من أصوات المياة المسجلة.


أول عمل يترك انطباعًا حقيقيًا في الغرب كان "القداس الجنائزي للوتريات" (1957)، الذي أشاد به سترافنسكي وفي عام 1964 تلقى تاكمتسو دعوة إلى هاواي ليلقي سلسلة من المحاضرات مع جون كيدج. كان أساسًا خلال انبهار كيدج بالحضارة اليابانية أن أدرك تاكمتسو قيمة تقاليده الأم. في أوائل الستينات من القرن العشرين بدأ تاكمتسو في إعادة تقييم جادة للآلات اليابانية التقليدية، التي استخدمها أول مرة في فيلم "سيبوكو" (1962). ويمكن أن نسمع المزيج بين آلتي البيوا والفلوت المصنوع من البامبو (الشاكوهاشي) في أشهر عمل له للأوركسترا "خطوات نوفمبر" (1967) وفي عمل "ران" (1985) أحد أفضل عمل سينمائي من بين 93 فيلم.


أحيانًا تتعرض أعمال تاكمتسو للنقد بسبب نقص التطور في التركيب واللحن لكنه منشغل بالموسيقى الغربية وعند الاستماع إلى أعماله، يفضل ترك الموسيقى تنكشف بطريقتها غير المصقولة. جماليات الحدائق اليابانية (التي أحبها تاكمتسو) تقدم تناظرًا مفيدًا عند وصف موسيقاه: ثمة تلاعب مماثل بين الطبيعة والفن بالإضافة إلى إحساس بوضع العناصر السمعية بشكلٍ أنيق لخلق كيان كامل متوازن وهارموني

 

No comments:

Post a Comment