Tuesday, November 1, 2022

سكريابين

ألكسندر سكريابين


ألكسندر سكريابين كان تمثيلًا قول هوفمان: “فقط لدى المؤلف الرومانسي الحقيقي تمتزج الكوميديا مع التراجيديا بشكلٍ مناسب حتى ينصهران كلاهما في تأثيرٍ كامل". أوهام العظمة لسكريابين استمرت بسبب اهتمام عمات وزوجات وعشاق وممرضات – تطور إلى عظمة لا تضاهى حتى في تاريخ الموسيقى. اعتقد أنه اتحد مع الخالق وسوف يتم استيعابه في إيقاع الكون، حيث أصبح إلهًا يمكنه أن يتحد مع العالم في يومٍ ما. الطموحات الكبيرة بالنسبة لشخص توفى.


رغم كتاباته الكوميدية واعتقاده لا شك في مزايا موسيقى سكريابين فعاش الانتقال من الرومانسية للحداثة حيث بدأ لغة موسيقية تحركت بشكلٍ حاسم نحو الابتعاد عن المقامية. فقط أقل جذرية من شونبرج أو ديبوسي، كان يحتمل أن يصبح أحد أعظم مؤلفي الموسيقى في القرن العشرين لو لم يمت شابًا.


كان معاصرًا لرخمانينوف في الحال، حيث التحق بنفس الصف وتخرج من كونسرفتوار موسكو في نفس العام. مثل رخمانينوف كان عازف بيانو ماهر. لكن في حين ظل رخمانينوف تقليديًا، وصل سكريابين بسرعة إلى استنتاجات وضعته في مقدمة الفكر الموسيقي المعاصر. موسيقاه الأولى للبيانو عكست هوسه بشوبان، رغم وجود تلميحات للمستقبل. “سوناتا رقم 1” تعكس رخمانينوف وبروكفييف وأعمال سترافنسكي الأولى، لكن في سوناتا رقم 3 انتقل أسلوبه بوضوح نحو الغرائبية التي يرتبط بها الآن. الانفراجة جاءت في عام 1907 مع اكتمال "سوناتا رقم 5” وهو عمل من حركة واحدة يتسم بالصعوبة الشديدة والتفكك اللحني.


منذ ذلك الوقت فصاعدًا تجربة سكريابين الموسيقية أبعدته عن أقرانه بأقصى حد يتخيله أحد في حين خوفه الشديد من الإصابة بالمرض وانبهاره الشديد بشخصيته وصل لأبعاد فاجنرية. تأثر سكريابين بالأفكار الروحانية انبهر بفكرة أن الحواس كلها تحفز بعضها وفكرة أن المقامات الموسيقية تقابل ألوانًا معينة. في عام 1909، اعتمادًا على نجاح القصيد السيمفوني "بروميثياس" كشف عن مشروع أكثر طموحًا من أي شيء حلم به فاجنر في حياته. عمل "الغموض" فكرة فائقة تجمع كل الفنون والحواس لتصبح عضو ملون" حيث استخدم أوركسترا كبير وجوقة وراقصين و"رؤى" وسحب من العطر. صديقه وناشره المايسترو سيرج كوسفتسكي حصل على حقوق الطبع. صمم سكريابين معبدًا يشيد في الهند صراحة لعرض عمله "الغموض" وإعداد لليوم العظيم اشترى لنفسه "قبعة تحمي من الشمس" وكتاب عن النحو السانسكريتي لكن المشروع مات معهز

 

No comments:

Post a Comment