Sunday, February 2, 2014

5- timbre

طابع الصوت
طابع الصوت يميز صوت أو آلة أو مجموعة معينة. مثلا رغم أن مجال حدة الصوت الذي يعزفه الفلوت يماثل تماما مجال الأوبوا، صفات الأصوات لآلتين يختلفان تماما. بالمثل آلات النفخ النحاسية مثل الترومبت والترومبون تصدر جودة صوت تختلف عن صوت الوتريات أو آلات النفخ الخشبية. يقال أن طابع الصوت في الموسيقى مثل اللون في الفن، وحقا نتحدث أحينا عن "لون" الصوت عند الإشارة إلى طابع الصوت.

يتحدد طابع الصوت أساسا بشكل موجات الصوت التي يصدرها الصوت أو الآلة. يتأثر بالمادة التي تصنع منها الآلة وبطريقة عزفها. حدة الصوت أيضا تؤثر على طابع الصوت: فالنغمات العليا في البيانو مثلا لها طابع صوتي يختلف عن النغمات الدنيا في لوحة المفاتيح. أيضا قد يكون طابع الصوت لنغمة معينة يتأثر بالنغمات التي تسبقه وتتبعه نغميا، او النغمات التي تعزف معا هارمونيا. مجال الألوان في الموسيقى واسع مثل مجال الالوان في الفنون البصرية.

قد يريد المؤلف الموسيقي من مقطوعة أن تغنى أو تعزف على الآلات. بعض الأعمال الصوتية تصحبها آلات وبالتالي تتعلق بطابع الصوت لكل من الأصوات والآلات. الأصوات "غير الموسيقية" – مثل أصوات الطيور، وصفارات القطار وأصوات الآلات أو سقوط المطر – أحيانا يسجلها ويستخدمها المؤلفون الموسيقيون. المجال المتنوع لطابع الصوت يتيح للمؤلفين في العصر الحديث مصادر كثيرة يختارون منها.


طابع الصوت الغنائي
أصوات النساء تصنف عامة إلى سوبرانو (عالي)، ميتزو سوبرانو (متوسط)، وألتو أو كونترالتو (خفيض). هذه الأصوات تختلف ليس فقط في مجال حدة الصوت، لكن أيضا في طابع الصوت. على سبيل المثال، صوت السوبرانو غالبا أخف وأرفع من الكونترالتو، الذي قد يكون بالمقارنة ممتلئ وثري وأيضا أكثر انخفاض في طابع الصوت، حتى ضمن المغنين الذين لديهم مجال صوت مماثل، توجد فروق مميزة في طابع الصوت.


أصوات الرجال تشمل التينور (عالي)، باريتون (متوسط)، والباص (خفيض)، وهذه المصطلحات تشير أيضا إلى الطابع الصوتي وأيضا مجال حدة الصوت. قد يغني الباريتون العالي في مجال التينور، لكن طابع الصوت الباريتون أكثر ثراء، أو أكثر كئابة من التينور. في الواقع أي صوت فردي، أيا كان مجاله أو تصنيفه، له صفة مميزة للصوت. بالمثل، أي مجموعة صوتية لها طابع مميز.

آلات الأوركسترا
تشمل الأوركسترا اعضاء من أربع عائلات للآلات الموسيقية: الوتريات واآت النفخ الخشبية والنحاسية والآلات الإيقاعية. أعضاء اسرة الآلات تشترك في صفات معينة، مثل الطريقة تعزف بها بالقوس والنبر ولانفخ أو الطرق؛ وفي بعض الحالات أيضا تشبه بعضها في طابع الصوت. مثلما في أي أسرة، الأعضاء تأتي في أشكال وأحجام مختلفة، وكل منها له إمكانيات محددة.


الآلات الوترية
عائلة الوتريات تمثل في الأوركسترا في: الكمان، آلة موسيقية صغيرة إلى حد ما التي قد تمسك بشكل مريح تحت الذقن؛ الفيولا، اكبر قليلا لكن أيضا تمسك تحت الذقن؛ التشيللو، آلة كبيرة ثقيلة تضع على الأرض أمام العازف الجالس؛ والدابل باص أو الباص الوتري، الكبير للغاية ان العازف يجب أن يقف أو يتكئ مقابل كرسي عالي ليعزفها. كل هذه الآلات عادة تعزف مع قوس يعزف عبر الأوتار؛ رغم إمكانية نبرها أو غمزها أو طرقها مع خشب القوس لتقديم تأثيرات خاصة. الهارب نوع آخر من آلة وترية أحيانا تدخل ضمن الأوركسترا. الهارب مؤسس بشكل مختلف عن الآلات الوترية الأخرى، مع أوتارها عمودية على الآلة بدلا من أن تكون موازية لها. الوتريات تعزف بالنبر بدلا من استخدام القوس. كل وتر على الهارب يصدر حدة صوت واحدة، والعديد من البدالات في قاعدة الآلة تمكن العازف من جعل النغمات دييز أو بيمول عند الضرورةعائلة الوتريات تشمل الكثير من الآلات الموسيقية التي لا تكون عادة جزء من الأوركسترا، مثل الجيتار والبانجو واليوكليلي.


آلات النفخ الخشبية
عائلة آلات النفخ الخشبية تشمل البيكولو الصغير والفلوت والأوبوا والهورن الإنجليزي والكلارينيت والباصون. يمسك البيكولو والفلوت أفقيا، ويحرك العازف عمود الهواء داخل الآلة بالنفخ عبر الفتحة قرب أحد الأطراف. آلات النفخ الخشبية الأخرى لها "قصبة" أو اثنين (قطع صغيرة مرنة من المادة) التي يحركها العازف، محركا عمود الهواء في الداخل. الساكسكفون آلة مثل القصبة لها أحجام مختلفة. مؤخرا كان ضمن بعض المراجع الأوركسترالية الحديثة رغم أنه استخدم تقليديا في مجال موسيقى البوب خاصة الجاز.

آلات النفخ النحاسية
أعضاء عائلة آلات النفخ النحاسية هي أيضا من آلات النفخ. وتشمل الترومبت والترومبون والبوق الفرني والتوبا وأيضا آلات أخرى تأتي بتكرار اقل في الأوركسترا السيمفوني. مجال حدة الصوت يتحدد بالطبع من حجم الآلة. حدة الصوت النحاسي المميز تحدث من المعدن الذي تصنع منه هذه الآت، وحركة شفاه العازف على المبسم والجرس الذي يكون في أحد أطراف كل آلات النفخ النحاسية.

الألات الايقاعية
قسم الآلات الإيقاعية في الأوركسترا يشمل كل الآت التي تعزف بالهز أو حك الالة، او بطرق الآلة مثل عصا الطبل، أو آلة أخرى مثلها كالصنوج. بعض الآلات الإيقاعية تصدر حدة صوت محددة؛ وهذه تشمل التمباني والأجراس والإكسليفون. الاهتزازات غير المنتظمة للالات الإيقاعية، مثل التامبورين والمثلث والصنوج والطبول (عدا التمباني)، تصدر اصوات لها درجة صوت غير محددة.


الاهتمام الزائد في كل من الإيقاع وحدة الصوت ضمن مؤلفي القرن العشرين جعل قسم الآلات الإيقاعية في الأوركسترا تتسع بشدة. في الواقع، أعضاء عائلة الآلات الإيقاعية تصدر أوسع تعدد من طابع الصوت داخل المجموعة الصغيرة للآلات الأوركسترالية. الآلات الموسيقية من مناطق أخرى من العالم، التي كانت تعتبر غريبة وليس لها استخدام عملي لأغراض غربية، تدخل بتزايد ضمن عروض الموسيقى الأوركسترالية المعاصرة. إضافة إلى ذلك تخترع آلات جديدة لتأثيرات خاصة حسب الطلب. تصادم الصنوج ورنين الأجراس وصوت الطبل الباص هي مجرد القليل من الأصوات التي تصدرها عائلة الآلات الإيقاعية. توجد عدة أعمال موسيقية جذابة التي تظهر بفاعلية اصوات الآت الأوركسترالية.


الآلات ذات لوحة المفاتيح
أحيانا تدخل في مجموعة الآلات الأوركسترالية، أو تظهر كآلات صولو تصحبها الأوركسترا. أيضا تستخدم لمصاحبة الأصوات أو الآلات الأخرى ولتؤدي أعمال صولو.

الهاربسكورد
النغمات تصدر بتحرك الأوتار فوق لوحة الصوت في الهاربسكورد. حين يضغط العازف مفتاح، توجد قطعة صغيرة تنبر أحد الاوتار. بمجرد ما يطلق المفتاح، قطعة صغيرة تهبط لتوقف تحرك الوتر، وبالتالي يصدر الصوت. بالتالي لا يمكن الحفاظ على نغمات الهاربسكورد لأكثر من لحظة قصيرة، غالبا تضم موسيقى الهاربسكورد زخارف كثيرة، بعيدا عن كونها جذابة، تساعد في توصيل صوت واحد للثاني.


آلة هاربسكورد جيدة لها قدر كبير من الرنين وتصدر صوتا ثريا. الهاربسكورد له أهمية كبرى أثناء القرون السادس والسابع عشر واوائل الثامن عشر كآلة صولو وآلة مصاحبة. البيانو غطى على شعبيته لنحو 200 سنة، لكن الموسيقيين ومحبي الموسيقى مؤخرا أعادو اكتشاف طابع الصوت الجميل والأسلوب الساحر لموسيقى الهاربسكود. اليوم أصبحت الآلة محبوبة بتزايد في المنازل والكننائس وقاعات الحفلات والرسيتال.


البيانو
رغم أن البيانو مثل الهاربسكورد، لديه أوتار تهتز لتصدر نغماتها، يعد البيانو فنيا آلة إيقاعية بما أن ضغط المفاتيح يجعل المطارق داخل البيانو تطرق الأوتار. ومع ذلك، البيانو آلة متغيرة، قادرة على إصدار نغمات غنائية متصلة أو اصوات لامعة إيقاعيا. يوجد بدالين أو ثلاثة بدالات في البيانو. البدال الأخف في اليمين يسمح لعازف البيانو الحفاظ على النغمات بعد رفع المفاتيح. البدال الخفيض في اليسار يقلل مستوى نوع الصوت. إذا يوجد ايضا بدال في الوسط يحافظ على النغمات المختارة في حين تطلق النغمات الأخرى.

الأرغن ذو الانابيب
الارغن الة ذات لوحة مفاتيح تصدر النغمات بالنفخ. وتتكون من مجموع انابيب من اطوال ومواد مختلفة التي تزود بالهواء الية او كهربائيا. عكس اصوات الهاربسكورد او البيانو التي تذبل بسرعة الى حد ما تستمر انغام الارغن طالما يضغط المفتاح او البدال ويمر الهواء خلال الانبوبة المقابلة.

الارغن الذي يطلق عليه "ملك الآلات الموسيقية" يقدم مظهر عظيم وايضا صوت مهيب. قد يكون للارغن خمس لوحات مفاتيح معظمها يضم اثنين او ثلاثة وايضا لوحة بدات تعزف بقدم عازف الارغن. تعديل الروافع والازرار او المقابض التي يطلق عليها وقفات تسمح لعازف الارغن تغيير حدة الصوت او مستوى شدة الصوت. نفس التأثير قد يتم ايضا بالانتقال من لوحة مفاتيح لاخرى او باستخدام لوحة البدالات. الكثير من آلات الارغن ايضا لها بدال يسمح بالتغير التدريجي في مستوى قوة الصوت لاغراض معبرة.

الالات الالكترونية
البيانو الالكتروني والجيتار الالكتروني تعزف مثل النسخ التقليدية لتلك الالات. مولف الصوت الالكتروني يصدر تنوع اصوات غير محدود فعليا ويمكن ايضا ان يحاكي و/او يعدل الاصوات التي تصدرها مصادر اخرى.

الارغن الالكتروني ايضا يستخدم بشكل واسع اليوم. وهو يشبه الارغن ذا الانبيب في المظهر وطريقة العزف لكن فينا هو ليس ارغن على الاطلاق، لكن هو مولد صوت الكتروني جدير بالاعتبار بوصفه آلة موسيقية فريدة بدلا منها مقلدة. معظم المراجع عن الارغن يمكن الاداء بها بفعالية رغم ان صوته لا يشبه الصوت الذي يعزف على الرغن ذي الانابيب، والموسيقى الآن تؤلف للآلة الإلكترونية نفسها.

الاسهام العريض للتقنيات الإلكترونية للموسيقى المعاصرة دليل على الاهمية غير المسبوقة لطابع الصوت بالنسبة للمؤلف الحديث سوف نناقشه في سياقه التراخي لاحقا.


No comments:

Post a Comment