Friday, September 2, 2022

كورنجولد

 

إريك فولفجانج كورنجولد


كورنجولد ابن الناقد الموسيقي النمساوي الرائد جولياس كورنجولد كان واحدًا من أكثر الموسيقيين الموهوبين المذهلين في القرن. في سن التاسعة كتب كنتاتا "الذهب" التي أبهرت جوستاف مالر حتى أنه اعلن أن الصبي عبقري وهيًا له المناخ ليدرس مع زملنسكي. عرض الباليه البانتومايم "رجل الثلج" الذي كتبه في سن الثلاثين عرض أول مرة بقيادة زملنسكي ولاحقًا عرض في كل أنحاء النمسا وألمانيا كل من بوتشيني وشتراوس – المؤثرين السائدين على أسلوبه – أعجبوا به، وشتراوس علق بقوله "صرامة الأسلوب وسيادة القالب والتعبير المميز والبناء الهارموني – يرتعش المرء من الرهبة عندما يدرك أن هذه الأعمال كتبها صبي".


أول عملين أوبرا "خاتم بوليكرات" و"البنفسج" تم إنتاجهما في عام 1916 كعملين في دار أوبرا ميونيخ بقيادة برونو والتر. كلا العملين بهما ثراء عاطفي حيث استخدما الكروماتية الثرية ما بعد فاجنر التي أصبحت أكثر كثافة في عمله التالي أوبرا "المدينة الميتة"، التي تعتبر رائعته في قالب الأوبرا تم عرضها في نفس الوقت في كولونيا وهامبرج (حيث عمل كورنجولد كمدير موسيقي) حيث استقبلها الجمهور بحفاوة.


طوال العشرينات عمل كورنجولد مع المنتج المعروف ماكس رينهارت حيث وزع أعمال أوبريت له. كما كتب أوبرا أخرى "معجزة هيليان" (24-26) التي اعتبرها أفضل أعماله لكن لم تظهر نجاحها الآن عمل آخر حقق نجاحًا استثنائيا لإرنست كرينك أوبرا الجاز "جوني يبدأ في العزف" لكن نجاحه في ألمانيا لم يدوم. في أوائل الثلاثينات زيادة معاداة السامية في ألمانيا جعلت ناشريه "شوت" يحذروه من أن عروض موسيقاه في المستقبل صعبة للغاية. في عام 34 دعاه ماكس رينهارت ليصبحه إلى هوليود للعمل في فيلم مأخوذ عن "حلم ليلة صيف" حيث أعاد كورنجولد توزيع نسخة مندلسون للموسيقى التصويرية للمسرحية. عاد لفترة قصيرة إلى فيينا للعمل في آخر أوبرا له "كاثرين" قبل العودة إلى هوليود حيث كتب على مدار 12 عام 18 عمل خيالي للأفلام وأساسًا لشركة وارنر بروس حيث نال الأوسكار عن عمليه "روبن هود" و"أنتوني السيئ" وهناك جدل بأن السنوات التي قضاها في أمريكا دمرت مهنته. فغادر هوليود متجها إلى فيينا في عام 49 لاقى نقدا الآن لعمله في السينما مثلما انتقد لأسلوبه قديم الطراز لموسيقاه. بعد أن هاجم النقاد عرضه في فيينا بعنوان "كاثرين" (ألغى النازيون إنتاج عمليه عام 37)، تخلى عن فكرة كتابة أوبرا سادسة وكرس باقي سنوات حياته للموسيقى الأوركسترالية بما في ذلك كونشرتو للكمان عرضه وسجله ياشا هافتز. والكثير من أعماله اللاحقة استخدمت المادة الفنية التي استخدمها سابقًا في أعماله للسينما.


كورنجولد واحدًا من عدة مرشحين للقب "آخر الرومانسيين العظماء" ففي صباه طور أسلوبًا رومانسيًا متأخرًا لم يحيد عنه قط. أعماله مليئة بالألحان الدافئة والواسعة والهارمونيات ثرية لكن تفتقر إلى المغامرة الكونترابنطية لشترواس أو فيتزنر. لكن في العشرين سنة الأخيرة أعيد الاهتمام بأعماله. “الفرح ظل بجانبي" عرض بانتظام والعديد من العازفين الماهرين من الشباب أضافوا "كونشرتو الكمان" لبرنامج الحفلات. عاطفية أعماله لا تروق للجميع لكن من لا يخشى من الرومانسية لن يخيب أمله.

No comments:

Post a Comment