Monday, September 12, 2022

لاخنمان

 

هيلموت لاخنمان


على حد قول لاخنمان "التقليد واقع رائع" لكن "عدم الفهم أن الديناميكيات الداخلية للتقليد دائمًا تتمثل في الابتكار، إلا أنها تعد سجن حيث إن أوائل أعماله المعترف بها ظهرت خلال أواخر الخمسينيات. لاخنمان الذي ولد في شتوتجارت نحت مجموعة أعماله المتفردة في جمالها لكنها مستفزة في نفس الوقت، تبعت من التقليد النمساوي الألماني. لكن في حين قد تدل على نماذج كلاسيكية ورومانسية مثل السيمفونيات وأعمال السوناتا، بدلًا من ذلك يرغم لاخنمان مستمعيه على إعادة النظر في ماهية التقليد. في عمله "الجذع الضخم" للرباعي الوتري (1972) و"الاستماع للصوت" للبيانو والأوركسترا (85)، يضع نفسه في الصراع الإبداعي مع القوالب القديمة عن كيفية كتابة الرباعيات الوترية وأعمال كونشرتو البيانو.


خلال إلقاء الخطاف اللحني والشكل والهارموني الذي أصبح مملًا بسبب الإفراط في استخدامه، يعتمد على ما يجب أو ألا يجب تركه.


الراديكالية الفطرية جعلت لاخنمان مصدر للجدل اللانهائي. في عام 76 اتهم بالسرقة الثقافية حين عمله للكلارنيت والأوركسترا غير متماسك ثم انقسمت، القيود المألوفة من كونشرتو الكلارنيت لموتسارت، حيث حوّل إيماءات موتسارت إلى إيقاعات مثل الموتور المتحرك والضجيج الأبيض والطابع المسرحي العبثي لعازف الكلارنيت الصولو (إدوارد برونر) حيث نزع آلته بعيدًا أو نفخ في الركام. لمن يستهدف الهجوم الموسيقي؟ ليس موتسارت نفسه، المؤلف الذي يبجله لاخنمان لكن بشكل أدق في الركام. لمن يستهدف الهجوم الموسيقي. ليس لموتسارت نفسه لكن لعقلية مصممة على التقليل من إنجازات موتسارت الحقيقية باختيار "أجمل" فقراته من كونشرتو الكلارنيت في الألبومات الشاملة. في الواقع تعريفات الجمال محورية لجماليات موسيقى لاخنمان. يجادل أن الفنانين عليهم التمييز بين الجمال المعطر الجذاب للجمهور ينطبق على الموسيقى التجارية – التي يعتبرها استغلالية بشكلٍ مزعج – والجمال "الفعلي". في الحوارات دائمًا يستحضر الكلمة الألمانية التي تعني "ضجيج"، لكن بمعنى الضجيج العادي مثل صفير الرياح أو حفيف الأشجار – ليوضح غرضه. عمله في التسعينات أوبرا "فتاة الكبريت الصغيرة" يتطلب من عازفي آلات النفخ أن ينفخوا في آلاتهم دون إصدار نغمات محددة وفي أحد المشاهد، قسم الكمان يعزف مع الجيتار ليمثل صوت السقيع الجليدي. الفتاة الصغيرة التي ظهرت في القصص الخيالية لهانز كريستيان أندرسن التي تتجمد في الثلج حتى الموت.


هذه التقنيات غير التقليدية تطلبت من لاخنمان أن يعيد التفكير أساسًا في كيفية تدوين أصواته على ورق المسودة. فأحد الأصوات التي يستخدمها لاخنمان هي النقر على أوتار الكمان مع حركة الأصابع على الجسم الخشبي للكمان – يحتاج لرمز مبتكر بشكلٍ خاص، رمز بعيد عن متناول التدوين التقليدي وبما أن لاخنمان ينظر لأبعد من الموسيقى نحو الضجيج غالبًا ما يكون التدوين أكثر كثافة وتفصيلًا من المؤلفين الآخرين أمثال كاجل أو كيدج أو كارتر. انشغال لاخنمان بترسيخ الموسيقى الكلاسيكية يجعل بطلًا أو شريرًا حسب وجهة نظر المستمع. في عام 58 انتقل إلى البندقية لدراسة التأليف مع المؤلف الماركسي لويجي نونو، لكن لاخنمان تحدث غالبًا عن كيف أن حضوره في إيطاليا الأكثر تحفظًا بدلًا من ألمانيا يعني أنه أضاع مواقف تشكل الحقبة مثل أول عرض لعمل "مجموعات" لستوكهاوزن. هذا جعله أكثر اعتمادًا على مصادره الخاصة، مما منحه منظورًا خارجيًا من البداية.

No comments:

Post a Comment