Sunday, December 29, 2013

4- الهارموني

4- الهارموني
عندما يوجد صوت نغمتين أو أكثر مختلفتين معا يصدروا الهارموني في الموسيقى. اقترح ان الهارموني للموسيقى مثل المنظور في الرسم، بما أن كل من الهارموني والمنظور يضيف “عمق” للفنون على التوالي.

الانسجام والتنافر
 في اللغة العادية، كلمة “هارموني” تدل على حالة سارة أو مرغوبة. مع ذلك، في الموسيقى، الهارموني له مدلولات إما إيجابية او سلبية. بالمثل، في الحوار اليومي، التنافر يدل على وضع سلبي أو غير مرغوب، لكن الموسيقيين يستخدمون لفظ التنافر ونظيره، الانسجام مع مدلولات مختلفة.

حين تصدر أصوات نغمتين او أكثر معا، الهارموني الناتج قد يكون نشط، مع شعور بالتوتر او الدافع، او قد يكون سلبي في راحة. تشير الى نوع نشط من الصوت انه تنافر. المجموعات المتنافرة تقدم تنوع مثير واحيانا شعور بالتوتر والدافع او الاتجاه في الموسيقى. النوع الآخر من الموسيقى يعرف بالانسجام يحل التوتر المكون بالتنافرات السابقة.

الانسجام والتنافر مصطلحان نسبية بدلا منها مطلقة تحمل معى فقط عند الاستخدام بالمقارنة معا. كلاهما مكونات ضرورية الهارموني الغربي، واي نوع من الصوت جيد او سيء في الاصل. الصوت الناتج من اي مجموع الفواصل لها عناصر من كل الانسجام والتنافر بعض الاصوات مجرد اكثر تآلفا، او اقل انسجاما من الآخرين.


الفاصل الأكثر انسجاما هو الأوكتيف، بما أن العلاقة الوثيقة للترددات للنغمتين تخلق صوت مستقر جدا. الفواصل الأخرى يمكن قياسها لتحدد درجاتها النسبية للانسجام أو التنافر، لكن المعيار الذي يسمى به الأصوات “منسجم” و”متنافر” يتغير مع الوقت ويختلف من حضارة لأخرى.

التآلفات

التآلف هو مجموعة من ثلاثة أصوات أو أكثر معا وينظر له كوحدة واحدة ذات معنى. مثلما لا تشكل النغمات المتتابعة العشوائية لحن، بذلك الجمع العشوائي للنغمات لا يشكل تآلفات.

التآلف الشائع في الموسيقى الغربية يتكون من ثلاثي ويمكن عزف هذا الثلاثي في وضع الجذر (مع جذر التآلف في الأسفل)، أو بشكل عكسي (مع نغمة عدا جذر التآلف في الوضع السفلي)، حسب مكانها ووظيفتها في الموسيقى.

قد تشكل التآلفات أيضا على فواصل عدا الفاصل الثالث، وكان المؤلفون الموسيقيون في القرن العشرين مبتكرين بجرأة في مفاهيمهم الهارمونية. التآلفات المبنية على الفواصل الثانية تعرف بالعنقود. هي الى جانب التآلفات مبنية على الفواصل الرابعة والخامسة، تعطي تنافر في معظم موسيقى القرن العشرين.

اللحن والهارموني يعملان معا عن قرب. لحن المطرب أحيانا يصحبه تآلفات عزفها آلة الصوت الواحد في الرباعي يغني اللحن لأغنية في حين الثلاثة أصوات الأخرى “تنسجم معا”. في حين يغني الجمهور في مباراة لكرة القدم النشيد الوطني، تعزف الفرقة في الملعب كل من اللحن والمصاحبة الهارمونية. غالبا “تحدد” الميلودي التآلفات، مما يدل على الهارمونيات المصاحبة المناسبة.


المقامية
 نظام الهارموني كان سائدا في الغرب لنحو 300 عام يعرف بالمقامية الكبيرة/الصغيرة، أو النظام المقامي. تشير كلمة مقامية لسيادة نغمة القرار على الدرجات الصوتية الأخرى في السلم الكبير أو الصغير. كل نغمة داخل السلم تحمل علاقة محددة بعيدة او قريبة، للقرار، وكل من التآلفات الثلاثية التي تعتمد على نغمات السلم تصل نظاميا بعيدا عن او نحو الثلاثي للقرار.

اقوى علاقة توجد بين الثلاثي للقرار ويعتمد القرار على الخطوة الخامسة من السلم تعرف باسم dominant في سياق العمل الثلاثي السائد يصل الى اخر ينجذب تجاه القرار بالتالي الكثير من الاعمال تنهى بالكادنزة الهارمونية.

اقرب تآلف للقرار هو الثلاثي المبني على الفاصل الرابع او الخطوة subdominant من السلم الموسيقي. تقدم احساس اضعف بالانجذاب نحو تآلف القار. الثلاثي subdominant قد يحل مباشرة تجاه القرار مثلما في كلمة “آمين” في الترانيم.

التآلفات الاولى والرابعة والخامسة هامة بشكل خاص ليس فقط في نقاط الكادنزة لكن خلال الموسيقى الغربية التقليدية. الكثير من النغمات البسيطة تصحبها بفاعلية استخدام 3 تآلفات متصلة عن قرب.

مثلما يجمع صانع النسيج بين الخيوط ليبتكر مادة ذات ملمس خاص، يستخدم المؤلف الموسيقي خطوط لحنية تجمع معا او يصحبها الهارموني لخلق نسيج في الموسيقى. النسيج يعرف على اساس المفهوم اللحني او الهارموني السائد. ثمة ثلاثة تراكيب اساسية اثنين في الاساس لحنيين والثالث اساسا هارموني في المفهوم.

المنوفوني: خط لحني واحد دون مصاحبة يغنى او يعزف على آلة واحدة او اكثر يكون منوفني في النسيج رغم ان الخط اللحني قد يكون له مدلولات هارمونية يكون المنوفوني في الاساس مفهوم لحني.

البوليفونية: العمل الموسيقي الذي يتعلق باللحن في اكثر من خط واحد في نفس الوقت في البوليفونية في السياق. تعد البوليفونية في السياق مثل المنوفنية في الاساس مفهوم لحني رغم ان الهارموني ينتج عن مجموع خطوط لحنية الاغنية الدائرية مثلا هي لحن قد ينتجه صوتان او اكثر يدخلان في اوقات مختلفة. المجموع الناتج لدرجات صوت ينتج هارموني لكن كل الاصوات تغني خط لحني. لذا البناء بوليفوني.

قد تتعلق البوليفونية بمجموعة من الألحان التقليدية المماثلة لكن ليس متطابقة، أو ألحان تختلف كليا عن بعضها. أغاني السود الدينية تخلق الهارمونيات الجذابة حين تغنى معا، لكن كل خط من الموسيقى بالطبع هو لحن مستقل.

الهموفونية: حيث يصحب اللحن أصوات أخرى التي تنتج هارموني، لكن ليست لها أساسا أهمية لحنية في حد ذاتها، يكون النسيج هموفوني. الترانيم عادة تصحبها تآلفات على البيانو او الأرغن، غالبا يعزف المطربون الشعبيون التآلفات على آلة موسيقية لمصاحبة عروضهم؛ تقدم الفرقة الموسيقية المصاحبة الهارمونية في حين يغني الحشد؛ أحد أقاسم الجوقة يغني لحن في حين تقدم الأصوات الأخرى الهارموني. كل هذه أمثلة على “البناء الهموفوني”، او الهموفوني، حيث يصحب اللحن هارموني تآلفي والمفهوم في الأساس هارموني.

موضوع البناء معقد ويشمل ثراء م المدلولات حيث يحفز الجدال حتى ضمن خبراء الموسيقى. الموسيقى البوليفونية في حين ننظر لها لحنيا تنتج هارموني أساسا تآلفي أو الأعمال الهموفنية غالبا لها مدلولات لحنية في أكثر من صوت واحد لتعقيد أكبر للموقف، مصطلح تركيب أحيانا يشير بشكل عام إلى كثافة نسبية أو شفافية الصوت الموسيقي. مع الخبرة، يتعلم المرء فهم استخدام المصطلح في سياقه.

دور الهارموني في الموسيقى الغربية:
الهارموني شديد التعقيد، ونسبيا التطور المتأخر في تاريخ الموسيقى. حتى القرن التاسع، كانت الموسيقى الغربية في الأساس منوفونية. في الواقع المفهوم الحديث للهارموني كان مقبول فقط في القرن السابع عشر. الهارموني نادرا ما يكون ضمني، أو عرضي بحت، في موسيقى الثقافات غير العربية اليوم، لكنه عنصر أساسي للموسيقى الغربية، حيث أصبح معقدا بتزايد ومتنافر بتزايد عبر العصور.








No comments:

Post a Comment