Monday, March 17, 2014

أوبرا القرن ال18 وال19

أوبرا القرن ال18 وال19

الأوبرا، وهي نوع الموسيقى/الدراما التي بدأت تغلب الأسلوب الهموفوني على البوليفوني، ولد في العقود الأخيرة من القرن 17 وسط التجمع الإبداعي لمجموعة الفنانين والمثقفين الفلورنسيين المعروفين بالكاميراتا. دفعت النظريات الجمالية وأهداف الكاميراتا بعدد من الفنانين في اتجه نوع جديد النوع المسرحي. وسط العناصر التي تجتمع معا لذلك العرض كان تقليد المادريجال، مع تاكيدها على التصوير الحيوي للنص، وهو ميل جمالي بعيدا عن البوليفونية ونحو الهموفونية والتقليد الكلاسيكي لليونان وروما القديمة، التي في ذلك العصر مثلت طول التعليم والفنون.

بعد عدد التجارب والتكهنات النظرية، أنتج أعضاء الكاميراتا الأوبرا الأولى في التاريخ، التي عرضت أول مرة في فلورنسا عام 1598 وهي "دافني" حيث وضع الموسيقى "جاكوبو بيري" والليبريتو لأوتافيو دنوتشيني، مقتبسة عن الأسطورة القديمة لأبولو ودافني. في عام 1600، بير وجيليو كاتشيني لحن يورديس وجعلها جزء من حفل زواج هنري الرابع لماريا دي مديتشي في فلورنسا، بعد عامين عرض لأول مرة يورديس لنفس النص. الفكرة الاسمية للأوبرا هي إعادة ابتكار دراما يونانية قديمة كما تخيلها الكامرياتا. في الواقع الأوبرا بالكاد يونانية لكن بالأحرى شيء جديد كليا في التاريخ – دراما تغنى بأسلوب هموفوني تصحبه الآلات وأحيانا يتعلق بفواصل آلية ورقص وكورس. إضافة الموسيقى للدراما ابتكر إمكانيات جديدة للتعبير، موسيقى تضخم معنى وعواطف الكلام والقصة.

الأوبرات الاولى كانت في الغالب تغنى بأسلوب جديد يشبه الحديث يعرف بالرسيتاتيف. رغم أن أشكال جذابة موسيقيا مثل الآريا والكورس سرعان ما حصلت على الاهتمام الرئيسي أثناء القرنين التاليين استمرت الحبكة ترسم من الميثولوجيا الكلاسيكي والترايخ. أي لمسات الواقعية تتحقق ترجع إلى مهارة المؤلفين في تقديم البشرية المميزة بشخصيات من الأساطير والميثولوجيا أول من فعل هذا وبالتالي أول مؤلف أوبرالي كان كلوديو مونتفردي، بداية مع أوبراه الأولى أورفيو عام 1607 وآريانا عام 1608. كما شاهدنا في مقال عن مونتفردي، في هذه الأوبرات واللاحقة أحضر الهموفوني والرسيتاتيف إلى قمة الجمال والتعبير الذي بالكاد يضاهيه شيء حتى جلوك في القرن ال18 لاحقا.

فكرة الأوبرا انتشرت خلال أوروبا في القرن ال17، كل مكان طور أسلوبه الخاص. الاوبرا الرومانية قللت من أهمية الرسيتاتيف وركزت على الجوانب الجذابة تجاريا مثل الآريا والكورس والمقدمات الآلية والتأثيرات البصرية الرائعة: القصور الكبيرة وآلهة تطير في السموات وعواصف والمعارك البحرية. روما أيضا أدخلت الفواصل الكوميدية بين فصول التراجيدا هذه المشاهد تعرف بالإنترمتزي التي تطورت لتصحب الأوبرا الكوميدية الإيطالية: الاوبرا بوفا (الهزلية). بعد عقود من الأعمال التي أنتجت أساسا في البلاط الملكي، افتتحت البندقية أول دار أوبرا حكومية عام 1637. هذا أسرع من الدعاية، الآن النغمات الجذابة المؤثرات الخاصة للقرن 17 – كان مطلوبا ليجلب الجماهير: الأوبرا النابوليتانية، التي تطورت في أواخر القرن رسخت بداية الآريا داكابو والمهارة الصوتية المزخرفة، أهمية المطربين الخصيان، والافتتاحية الإيطالية أطلق عليها السنفونيا، كان الشكل الأول للسيمفونية الكلاسيكية التي ظهرت لاحقا. أشهر المؤلفين النابوليين كان أليساندرو سكارلاتي ألى جانب كونه والد دومينيكو العظيم ونحو 115 أوبرا، أليساندرو أيضا أشعل الأنواع غير المعروضة للاوبرا – نحو 600 كانتاتا و150 أوراتوريو.

الأوبرا الفرنسية كانت عالمها الخاص، تدمج العناصر الفرنسية مع الإيطالية. من البداية كان الباليه محوري لموسيقى المسرح الفرنسي. كذلك مدح المالك، الذي كان الراعي الرئيسي للأوبرا. كما نرى في القسم عن جان بابتيست لولي المؤلف غزير الإنتاج في عملية الحفاظ على قبضته على المسرح الموسيقي، وحد لولي الأسلوب القومي والافتتاحية الفرنسيةإضافة لأوبرات مونتفردي وأوبرات لولي وخصمه جان فيليب رامو عمليا الأوبرات الأوروبية الوحيدة في القرن التي نسمعه اليوم عادة في مقتطفات. في إنجلترا دايدو وأنييس لهنري بورسيل 1689 كانت عملا رائعة أهم ثاني أوبرا بريطانية لم تظهر حتى القرن العشرين. قبل حلول القرن الثامن عشر كان للأوبرا جمهورا عرضا من المتابعين خاصة في موطنها إيطاليا لكن أيضا في المدن الكبرى في كل أنحاء أوروبا. فضلت إنجلترا أن تجلب الأوبرا والمؤلفين من القارة. قرب نهاية القرن ال17 مجموعة الرجال الروانيون الأثرياء طالبوا بأول حركات للإصلاح في الأوبرا حيث ابتكروا الأوبرا الجادة مع الليبريتو الموحد من ثلاثة فصول اعتمادا على التاريخ الكلاسيكي أو الأساطير. أهم كلمات الأوبرا الجادة كتبها الشاعر بييترو ميتاستازيو الذي سيطرت نصوصه على القرن. الأهم من هؤلاء الذي لحن الكلمات الموسيقى هاندل. الأوبرا الجادة والهزلية ظلت الأنواع الأوبرالية القياسية في القرن التاسع عشر.

كما ذكرنا بالتفصيل في هذه الأقسام الأسماء الخالدة للأوبرا في أواخر القرن الثامن عشر هي جلوك المصلح وموتسارت العبقري الدرامي. هاجم جلوك المشكلة الدائمة للا,برجا الجادة وهي أن العناصر الموسيقية تميل أن تدفع جانبا العناصر الدرامية للقصة الشخصية ي ناهيك عن التمثيل والعلة المزمنة في إنتاج الأوبرا. في موتسارت ترى الجمع بين العمق الدرامي مع تقاليد الأوبرا الهزلية الموضوعات المعاصرة والشخصيات أحيانا الحور المنطوق بدلا من الإلقاء الملحن الآريات الأكثر تنغيمات مع تنوع اكبر للشكل. بعد موتسارت الذي ما زال متمسكا في الغالب بالتقاليد القديمة للفقرات المنفصلة وتقسيم قوي بين الآريا والرسيتاتيف مؤلفو القرن التالي يتجهون نحو الأوبرا المستمرة في تقاليد متباينة: الألماني الذي وصل ذروته في فاجنر والإيطالي في فيردي.

No comments:

Post a Comment