Tuesday, March 18, 2014

يوهان سباستيان باخ

يوهان سباستيان باخ
في واحد من اللمسات الادبية أحيانا للآلهة، الاسم باخ هو كلمة ألمانية تعنى الجدول وموسيقى باخ هي واحدة من الينابيع التي لا تنضب من الموسيقى الغربية. حتى اثناء القرن بعد وافته حين قلما كان يعرض ألهم تأثير كل من يلمسه من بينهم موتسارت وهايدن وبيتهوفن ومندلسون. اليوم باخ هو الجزء الأكبر من التيار العظيم للموسيقى الغربية استوعب عمله قلوب وعقول الموسيقيين والسامعين في كل مكان.

نعرف عن حياة باخ القليل مقارنة بالسادة اللاحقين في الموسيقى. بدلا من الأداء كعازف ماهر مجهول كان يبقى في منزله ويؤدي عمله ووجد معظم وظائفه على بعد خمسين ميل من مسكنه. لمن عرفه كان ببساطة عازف الأرغن والمؤلف في البلاط أو الكنيسة حرفي ماهر ليس نوع الشخص الذي يهتم بوصفه أو حفظه. من حياته ترك وارءه عدة رسومات لشخص غير محدد المعالم وبعض الرسائل التجارية في الغالب توصيات الطلاب والتوسل للنبلاء عدة نوادر بعض الأبناء الناجحين الذين تذكروه بحب واحترام وموسيقاه. ربما إذا عرفنا كما نعرف بيتهوفن أكثر عن مثله العليا وآماله وحبه وغضبه وذوقه في الطعام والخمر نشعر برهبة أقل منه. لكن باخ الإنسان وراء مجموعة الأعمال الرائع ولذا صعب تخيله أي شيء عدا شخص خارق.

ولد يوهان سباسيتان باخ في واحدة من أكثر العائلات الموسيقية الاستثنائية في التراخي، في المدينة الألمانية أيزناخ في 21 مارس 1685. كان والده يوهان أمبروزياس باخ عازف كمان توقع من أبناءه اتباع مهنة العائلة. آل باخ كان موسيقيين ألمان لوثريين لستة أجيل في احد العصور في اوائل القرن ال18 شغل 30 رجل اسمهم باخ منصب عازف الأرغن في ألمانيا في ثورنجيا اقليم كانت كلمة باخ مترادفة مع كلمة موسيقى.


من والده حصل سباستيان على أول تدريبه الموسيقي على آلة الكمان لكن هذا لم يدم طويلا فماتت أمه حين كان عمره تسع سنوات ووالده مات في العام التالي. أرسل سباستيان للعيش مع أخيه الأكبر يوهان كريستوف باخ، عازف أرغن في أودروف. هذا الأخ اهتم بتعليم أخيه اليتيم موسيقيا وأكاديميا – على ما يبدو كان يشعر بالضغينة نحوه. أحد القصص القليلة التي بقت عن شباب سباستيان هو أن أخاه كريستوف منع الطفل من استخدام أفضل مجموعة لديه من موسيقى الأرغن. إبداء الفضول كان يميز حياته فوجد سباستيان السبيل لاستخراج الكتاب من الدولاب وقضى ستة أشهر ينسخ المجموعة في منتصف الليل ربما أسهم هذا في ضعف بصره طوال حياته. حين أمسك به أخوه وهو يفعل ذلك أخذ منه النسخة بقسوة.


بعد خمس سنوات من الإشراف القاسي لأخيه أرسل سباستيان الى لونبرج ليكمل دراسته اثناء الغناء في جوقة الكنيسة حيث أدى أدوار السوبرانو الألطو هو وأخوه في ذلك العصر. حين تغير صوته مكث كعازف هاربسكورد وكمان في الكنيسة، مهاراته في كل جوانب الموسيقى تطورت. في التأليف علم نفسه ظاهريا. قصة من تلك السنوات تظهر تصميم باخ دون كلل لتحسين حرفته: بعد ثلاثين ميلا في هامبورج عمل العازف الأسطوري رينكن، ومرار قام باخ بالرحلة سيرا على الأقدام لهامبورج ليستمع الى عزف الأستاذ المسن.


عام 1703 تولى أول منصب هام له، كعازف أرغن لكنيسة سانت بونيفاس الجديدة في أرنشتات. بعد ذلك بوقت قصير بدأت خلافات مع مستخدميه ميزت مشواره الفني – وهي دليل على الطموح الإبداعي الذي تجاوز ظروفه، ومقاومة عنيدة للصلح وميل للتغلب على العقبات. وألقي عليه اللوم للمزج بين صلاة الجماعة والترانيم المصاحبة مع التنويعات الغريبة والزخارف غير المتصلة"، بدا مشغولا أكثر من اللازم حتى لم يستطع عمل بروفة للجوقة، الترانيم المرتجلة كانت أطول من اللازم (عند سماع هذا، عاند وتعمد في جعلها أكثر من اللازم)، دخل في مشاجرة في الشارع مع عازف باصون قارن عزفه بالماعز. أكثر إثارة أنه دعا فتاة غريبة في الجوقة لتغني واتضح أنها ابنة عمه ماريا باربرا باخ التي تزوجها عام 1706.

ما زالت السلطات لا تشعر بنفس التسلية من حادثة الأخرى. أعطت باخ عطلة شهر لسماع عازف الأرغن والمؤلف الشهير بوكستهود في لوبيك، على بعد 200 ميل. باخ قام بالرحلة سيرا على الأقدام ومكث يستمع ويدرس لخمسة أشهر. ربما سعدت سانت بونفيس برؤية باخ يتحرك لمنصب عازف أرغن في مولهاوزن سنة 1706. في هذا الوقت كان لديه عدد من الأعمال الموسيقية تنسب له – في الأساس أعمال الكنتاتا وأعمال للهاربسكورد والأرغن. مكث في مولهاوزن لسنة قبل تولي منصب له أجر أفضل كعازف أرغن ولاحقا قائد الحفلات للدوق المحب للموسيقى فيلهلم إرنست من فايمار.

بذل باخ مجهود في فايمار لتسعة أعوام، خلال كتب بعض أعظم أعماله للأرغن والفوجات. استيعاب عمل السابقين الألمان مثل بوكستهوده ورينكن، درس الآن أعمال المؤلفين الإيطاليين خاصة فيفالدي، ينسخ ويوزع الأعمال الموسيقية للعرض. أخذ بعض من الوعي اللحني لفيلفالدي وطاقته الإيقاعية حيث أضفى على صوته الألماني الكئيب لمسة من الإشراق الإيطالي. لاحقا درس الأسلوب الفرنسي مع تحقيق نفع مماثل.

لبعض الوقت كان باخ سعيدا في فايمار. كلن عام 1717 القائد الموسيقى لدى الدوق مات ولم يقع الاختيار على باخ ليحل محله. من الواضح أن هذا لم يعجبه. طلب من الدوق الاستقالة. رد فعل فيلهلم على هذه الوقاحة من الخادم كان سجن باخ لثلاثة أسابيع. أخيرا حصل باخ على الإذن بالمغادرة لوظيفة جديدة كان أعد لها بافعل كقائد موسيقي لدى الأمير ليوبولد في كوتن.

ليوبولد الشاب غنى وعزف عدة آلات جيدا. باخ قاد أوركسترا من 18 شخص من موقع عازف الكمان الأول، وغالبا كان الامير يجلس. أثناء ست سنوات قضاها في كوتن ركز باخ على كتابة موسيقى دينية تناسب بلاط النبلاء – كونشرتات من أنواع عديدة، موسيقى الحجرة والكثير من موسيقى الكيبورد بما في ذلك الكتاب الأول للكلافيير العدل وكتاب الابتكارات الصغير.

كتاب الابتكارات كان في الأساس مقطوعات تدريب لأسرته متزايدة العدد. كان باخ والد لعشرين طفل وهي حقيقة كان الموسيقيون يسخرون مها منذ ذلك الحين. لكن في هذه الأيام مال الرجال التجار في تكوين عائلات كبيرة، جزئيا للحصول على العمالة المجانية: الزوجة ماريا باربرا والأطفال كانوا يتلقون العليم الموسيقي من باخ لكن أيضا كانوا يساعدونه في نسخ النوت الموسيقية – ابنه الثالث كارل فيليب إيمانويل باخ كان يذكر منزل العائلة أنه دائما يصدر طنين مثل خلية لانحل – المنزل ملئ بالأطفال والزوار، الأب يعطي الدروس، الحفلات الأسرية المنتظمة، الليل والنهار صوت قلم باخ على ورقة النوتة الموسيقية.

الحياة في تلك الأيام لم تكن قط دون ظلال قاتمة. كان متوسط حياة المرء أربعين سنة تقريبا، ونصف أبناء باخ ماتوا قبل سن النضج، كما حدث مع أبناء باخ. أضعف الإنجاب أجسام النساء وفي صيف 1720 عاد باخ من عطلة مع الأمير ليجد ماريا باربرا قد ماتت. أنجبت له سبعة أطفال. لا نعرف مدى حزنه على وفاتها لكنه بعد عام تزوج آنا ماجدالينا فولكين التي بلغت عشرين عاما، ابنة عازف الترومبت في البلدة. كانت مساعدة رائعة له، ودليل على حبه لها هو الكتاب الصغير لمقطوعات الكيبورد الذي جمعه لها ليعلمها والكثير من أجزاء العزف كتبتها بخط يدها.

قرب وقت زواج باخ الثاني تزوج الأمير ليوبولد من ابنة عم له لم تبالي بالموسيقى وبالتالي انتهى دور قائد الفرقة الموسيقية. مرة أخرى بدأ باخ في البحث عن وظيفة أفضل واستقرت آماله على كنيسة سانت توماس في لايبزج.


مدير الجوقة في سانت توماس يوهان كيناو مات وكانت الوظيفة شاغرة. بما أنها كانت أحد أهم الوظائف في ألمانيا، نم الطبيعي أن الكنيسة عرضت المنصب على أشهر مؤلف متاح – ليس باخ ولكن جورج فيليب تيلمان، صديق باخ وعراب كارل فيليب إيمانويل. في البداية وافق تيلمان لكن رفض حين رفعت الكنيسة القديمة راتبه. كان الاختيار الثاني هو كريستوف جروبنر الذي لم يتمكن من ترك وظيفته الحالية. في عام 1723 أخيرا استقر رأي الكنيسة على المرشح رقم 3 وهو باخ، فعمل في كنيسة سانت توماس لباقي حياته.


مقارنة مع مناصبه السابقة، كان هذا منصبا محترما وعالي الأجر. كانت لايبزج مركز عالمي ثقافي وتجاري بها نحو 30 ألف شخص وبها جامعة. كونه قائد منشدي شانت توماس باختصار وهو منصب جيد مثلما طمح فنه أي شخص كباخ، ومنح فرصة بلا حدود للتأليف والعرض. مهامه تضمنت المسئولية عن كل موسيقى كورالية وآلية في الكنيستين سانت توماس وبالتالي سانت نيكولاس وتيار مستقر من الأعمال الكبرى والصغرى. في تلك الأيام يجب تذكر أن معظم الموسيقى المعروضة كانت موسيقى جديدة. لكن حسب معايير اليوم عاش باخ فعليا كالعبد. شغلت أسرته غرف في مدرسة سانت توماس قرب الكنيسة ينفصل عنها فقط قسم صغير من مدرسة داخلية تضم 50 فتى يغنون في الجوقة مقابل المنح الدراسية في المدرسة. لا يمكنه الخروج من البلدة دون إذن. ظروف المعيشة في المبنى لم تكن صحية حتى أن أول 8 من أطفاله الذين ولدوا في لايبزج مات منهم ستة.

في الحال وقع باخ في معارك مع رجل الدين ومجلس البلدة بشأن الانضباط في المدرسة والظروف الموسيقية أدنى من المستوى، مع النتيجة أنه وسم بأنه غير قابل للإصلاح وكاد أن يخسر وظيفته آخر الأمر ظهر رجل دين جديد أعجب بباخ وهدأت الأمور. لكن دائما كان هناك شجار مع السلطات مع إلحاح باخ ليأخذ حريته مع الموسيقيين.


ولم ينتقد قط لقلة إنتاجيته كان يتوقع أن يؤلف بانتظام وفعل هذا بشكل استثنائيتضمن إنتاجه في أول عقود في لايبزج نحو 265 من إجمالي 295 كنتاتا مدة كل واحدة تقريبا 20 دقيقة، خمسة قداسات، ستة موتيت، أربعة آلام، ثلاثة أوراتوريو، 12 عمل للأرغن، موسيقى الكيبورد تشمل الجزء الثاني من الكلافيير المعدل. نوت لأعمال آلية أخرى، مئات الهارموني الكورالي كل هذا فوق البروفات اليومية ومهام الأداء وتعليم أسرته وطلاب خصوصيين.

هذه الإنتاجية لم تكن غير مسبوقة لذلك العصر، حيث كان مطلوب من المحترفين العمل بإيقاع قاتل تقنية التأليف كانت ملزمة بالقواعد جزئيا لأنها اكتسبت سرعة. فيفالدي وتيلمان ضمن آخرين تفوقوا على باخ في الإنتاج. لكن ما افتقره المؤلفون الآخرون مقارنة بباخ لم يكن فقط الصفة المعروفة بالعبقرية، لكن أيضا التصميم دون كلل للاكتشاف والتطوير – تبقى موسيقى تيلمان لهذا اليوم كدليل على شخص محترم يؤدي وظيفته، غالبا بأناقة وسحر يثيران الإعجاب. لكن باخ قلما يبدو ببساطة يؤدي وظيفته؛ يبدو يلح دائما لاستخراج التعبير بالكلمات وأعمق كشف عن المادة الموسيقية.

هذه الطاقة الإبداعية المعجزة نراها في كل مستوى من عمله. نراها في نضاله المستمر لتحسين الحياة الموسيقية كنيسته. نراها بالأسلوب الذي كتب فيه الزخارف الميلودي للباروك بدلا من استخدام الرموز المختصرة المعتادة، بهذه الطريقة حصل بالضبط على الزخارف التي أرادها من اللاعبين، على حساب استغراق وقت أطول لنسخ المقطوعة. استخدم الكثير من تسلسلات التآلفات المعتادة والصيغ اللحنية للعصر؛ لكن حيث كان المؤلفون الآخرون راضين لعزفها ميكانيكيا، عادة وجد باخ طرق لتحويلها لإيماءات جديدة. رغم أنه في إنتاجه الهائل يوجد نسبة محتومة من عمل أقل إلهاما، متوسط جوده عمله كنت أعلى من أي مؤلف آخر. ربما فقط 15 % من عمل هايدن وأقل من عمل هاندل يبقى في برامج حفلات الموسيقى المعتادة. تخمين دارس الموسيقى هو أن نص إنتاج باخ يعرض ويسجل بانتظام.

بدلا من السفر ونشر شهرته، أداء دور العازف الماهر مثلما فعل باخ الأشهر، دائما باخ مكث في المنزل حتى اقتصرت لإقليمه واهتمت أساسا بعزف الأرغن. معظم من سمع باخ اعتبره أعظم عازف أرغن عاش على وجه الأرض، البعض قال أن بإمكانه العزف على بدلات الأرغن بقدمه أكثر مما يمكن لمعظم الناس على لوحة المفاتيح بأصابعهم. نشر فقط نحو عشر مقطوعات ومجموعات في حياته، بالأخص مقطوعات تعليمية تعرف باسم "التدريب على الكيبورد"، كلمة كلافيير هي المصطلح العام لأي آلة مفاتيح. نسخ المسودات لموسيقاه تم تداولها، لكن الكثير خاصة من أعمال الأرغن قيدت قدرة الموسيقي العادي.

معظم عمله يتم بشكل أو آخر، بروح دينية. أساس موسيقاه كانت الترنيمة اللوثرية المعروفة بالكورال التي تحدد معظم كتابته اللحنية مثلما يحدد الترتيل الجريجوري أعمال المؤلفين الكاثوليك في نهاية أعمال باخ الدينية تظهر عبارة "إلى الله وحده المجد". حتى في موسيقاه الدنيوية كان غالبا يكتب في رأس الرسائل كلمة "باسم المسيح". قدر ما يتعلق به، كل نغمة كتبها احتفلت بمجد الله. هذه الروح مصدر السعادة التي تظهر دوما في عمله مثل الأصوات المبهجة لمقطوعة Et resurrexit في القداس في مقام سي الصغير. خلال القرون أحضرت موسيقاه فرحة كبيرة للشعوب من كل الديانات وللشعب الذي ليس له دين أو يؤمن فقط بوحي المبتكرين أمثال باخ.

مثل معظم مؤلف عصره، آمن أن الموسيقى تستحضر المشاعر مباشرة وترمز للأفكار. مع "عقيدة المشاعر" اصحاب نظريات الباروك اقترحوا لغة موسيقية مختصرة، كل إيماءة ارتبطت بمشاعر محددة – إثارة، عظمة، غضب، رفعة صوفية الخ. ونشعر أن الحركة الواحدة أو الآربا لابد أن تكون لها عاطفة أساسية واحدة أي حالة نفسية أيضا مثل المؤلفين الآخرين، استخدم باخ الرموز في عمله: كان بانتظام لديه الأصوات ترسم الصليب عند ذكر المسيح، تأثيرات صاعدة بالوتريات حين يتكلم المسيح، أحيانا يستخدم الرقم الإلهي ثلاثة والإشارات الرقمية المنظمة القائمة على مبادئ الكبالا اليهودية. (النظام الحسابي الأخير انتشر ضمن الطبقة المثقفة لعصر النهضة وباخ أكملها).


الآريا Wie zittern und wanken من كنتاتا "يا رب لا تحاسبنا" تعكس كيف يمكن أن يرسم باخ صورة في نص معين. تتحدث الكلمات عن المذنبين المرعوبين أمام مقعد الحكم لله، هم يرتعدون ويكررون أنفسهم يتهمون بعض بخطاياهم. لحن باخ يبدو أول الامر بسيط وجميل ومؤثر. بالنظر للمدى الأبعد يكتشف المرء أن مصاحبة الاوبوا تكرر نفس العبارة مرارا وتكرارا مثل المخطئين أن المصاحبة ترتعش مثلما يفعلون، أن الباص مفقود وبالتالي لا أساس لهم. مع هذا التفوق، الذي لا يبدو مرغم أبدا مثلما تفعل تأثيرات هاندل احيانا، باخ يرسم المشهد للسامع. مع ذلك بنبرة الموسيقى يضيف باخ شيئا مفقودا من النص الخاص بالنار والحجر وهو شعور مؤثر بالشفقة على هؤلاء المذنبين.

كان باخ آخر استاذ عظيم للتقليد البوليفوني. فن البوليفونية هو أصعب انضباط في الموسيقى لأن كل شيء عليه خدمة هدفين متناقضين: الخطوط اللحنية لابد أن تكون كثيرة وحرة لكن في نفس الوقت عليهم العمل معا في انسجام. على أعلى مستوى كتابة الكونترابنط هي محاولة ذات تعقيد يشبه أينشتاين.

أجاد ليس فقط المطالب الصعبة للكونترابنط لكن احتفلوا بها، بدا أسعد عند وضع أصعب المشاكل امامه. في الفنون البوليفونية المنضبطة للفوجة والاتباع هو سائد لكن فوجاته كانت محبوبة لأجيل ليس لأنها غزيرة لكن لأن نغماتها جيدة للغاية والأثر الكلي جميل للغاية. مقارنة بأعماله فوجات موتسارت وبيتهوفن الملهمة جزئيا بأعمال باخ تبدو متعمدة وغير واثقة. حتى في مقطوعة صغيرة غير مدعية مثل "أيها المسيح يا فرحة رغبة الإنسان" ياخ يلقي بالأجزاء الكونترابنطية الصعبة التي يحققها قليل من المؤلفين الآخرين في أكثر اعمالهم طموحا.

المشكلة مع ميله للكونرابنط هو أنه قلله في أعين معاصريه الاكثر تقدمية. اسلوبه البوليفوني وأشكاله الموسيقية المفضلة – الفوجة وكوارال فانتازي والآلام والكنتاتا كانت تسخدم في عصره. اربعة من أبنائه (كارل فيليب إيمانويل، يوهان كريستيان، فيلهلم فريدمان، يوهان كريستوف) سيقود الطريق نحو الأسلوب الكلاسيكي الجديد الذي اعتمد على لياقة وخفة الكونترابنط القديم. رغم أن كارل فيليب إيمانويل بذل الكثير للحفاظ على موسيقى والده أيضا أشار له باسم "العجوز".

بقول آخر كان باخ محافظ قضى حياته يجيد التقليد البوليفوني الذابل. أكثر من أي شيء آخر صم الجيلان التاليان آذانهما على عبقريته. رغم أنه قائد الموسيقى المعترف به في لايبزج، سنواته الأخيرة على الأرجح صارت مؤسفة من الإهمال، في أية حال تراجعت إنتاجيته.


يبرز حدثان قرب نهاية حياته. عام 1747 ذهب الى بوتسدام لزيارة كارل فيليب إيمانويل الذي كان يعمل في بلاط المالك/القاهر/عازف الفلوت البروسي فريدريك العظيم. كان الملك يمارس عزف الفلوت حين أعلن وصول باخ، أنزل آلته وصاح: "أيها السادة، باخ العجوز هنا!” لساعات قاد باخ خلال القصر حيث تباهى بمجموعة أآلات البيانو فورتي ما زالت الآلة في أول مراحلها في التطور، جرب باخ كل آلة، فارتجل على إحدى آلات البيانو فوجة لستة أصوات وعلى أخرى فوجة على لحن للملك. كان يوم نادر ومرضي للتصفيق للمؤلف المسن. لدى عودته للمنزل استخدم باخ لحن فريدريك كأساس لمجموعة تحف رائعة كونترابنطية أرسلها للملك بعنوان "تقدمة موسيقية".


القصة الأخرى أكثر إثارة وبها بعض الغموض. عام 1733 كتب باخ قسمين من قداس ديني وكريالسيون وجلوريا في محاولة للحصول على لقب تكريمي كقائد الفرقة الموسيقية لملك بولندا الكاثوليكي وناخب ساكسونيا. نال اللقب فقط ليجد أنه بلا أجر. على الأرجح استخدم هذه الموسيقى في سانت توماس للقداس اللوثري المختصر. ثم من 1747 حتى 1749 ملأ باخ قداس كامل في مقام سي الصغير حيث عالج الموسيقى من أعمال سابقة وأضاف بعض الأقسام التي كتبها حديثا.

هنا يكمن الغموض. لم يتمكن باخ من استخدام هذا القداس في كنيسته الخاصة: كان الشكل الكاثوليكي الكامل بدلا من اللوثري. لما على المؤلف البروتستانتي العملي في تلك الأيام، الذي يكتب عادة لغرض عاجل، عمل شيء غير مفيد لهذا الحد؟ لن نعرف أبدا على وجه التأكيد لكن من المحتمل أنه كان يريد بالقداس في مقام سي الصغير أن يكون تتويج لأعماله وشهادته الرب والناس لأعلى شكل موسيقي في العصر. بالتأكيد باخ لم يفكر قط في الأهمية التي سيصل لها في المستقبل لكن القداس يدل على أنه على الأقل لم يتخلى عن الاحتمال. هذا العمل الرائع الذي بدأ كطلب وظيفة وتم تجميعه أساسا من مقتطفات من أعمال أخرى، يوجد اليوم كأحد أعظم تحف للروح البشرية والخيال.

في نهاية 1749 بعد عقود من الجهود الخارقة، ضعف بصر باخ الذي كان دوما ضعيف لكن هذه المرة بالكامل. في يناير أجرى جراح إنجليزي جراحة على عينيه. كانت النتائج كارثية، وظل باخ أعمى وانهارت صحته الجيدة بسبب العملية والأدوية. كان طرح الفراش ومحاطا بأسرته واستعد للنهاية. تقول الأسطورة أنه في أيامه الأخيرة أملى على طالب له نغمة بنغمة عمله الأخير وهو مقدمة للأرغن سماها "أمام عرشك أقف". اللحن الرئيسي يشير رقميا لاسمه. كان إهدائه لسانت بيتر. توفي بعد إصابته بسكتة في 28 يوليو 1750 ودفن في لايبزج في كنيسة سانت جون في قبر ليس له علامة. كخادم مجهول آخر للرب.

بالطبع حكاية الموسيقى لم تنتهي هنا. كارل فيليب إيمانويل عمل للحفاظ على ذكرى والده حية. في أيدي العديد من المتحمسين وجده موسيقى باخ الملاذ. أحدها كان نيف مدرس بيتهوفن الذي جعل طالب يتعلم "الكلافيير المعدل" كله ويحفظه. لباقي حياته، حافظ بيتهوفن على صورة باخ فوق مكتبه. موتسارت عزف جيدا موسيقى أبناء باخ الأربعة المشهورين التي ساعدته على تشكيل أسلوبه الخاص، لكن اكتشافه المتأخر ليوهان سباستيان باخ أثرت بعمق على موتسارت حيث جعلته يعيد اكتشاف الكونترابنط. امتلك هايدن نسخة من القداس في مقام سي الصغير التي قد تكون أثرت على أعماله الدينية اللاحقة.


لذا عكس الأساطير اللاحقة، لم يتم نسيان باخ لكن كان فقط في الخلفية حيث ساعدت أعماله على توسيع كل ذهن موسيقي لمسته. حين أحيى فيلكس مندلسون "آلام المسيح وفقا لإنجيل متى" في برلين 1829 بدأ العالم يصحو لعظمة باخ. ثم المؤلفون الكلاسيكيون الأوائل الذين خيمت أعمالهم على أعماله بدت الأعمال العصرية لوقتها فقط. لكن باخ كان مؤلف لكل العصور.


عام 1850 تم تأسيس جمعية محبي باخ لجمع ونشر ما بقى من اعماله في النسخة الكاملة الحديثة التي يصل عددها الى 60 مجلد يمكن الجدل أن هذه المجلدات تشكل أعمق واروع مجموعة اعمال كتبها ذهن واحد في اي مجال في حياته الطويلة.

لم يأتي احد بهذا القدر المؤكد من الموسيقى الجميلة والسيئة أو العبقرية في أي مؤلف آخر. بالتأكيد ضمن المؤهلات لعبقري خالد مثل باخ مسائل التقنية والمجال التعبيري. بالنسبة للتغير يبدو قادرا على عمل شيء على الإطلاق: من النغمات الصغيرة مثلما في الكتاب لآنا ماجدالينا لأعماله مثل الكنتاتا الرعوية للموسيقى الراقصة الأنيقة في متتاليات الهاربسكورد للكتابة اللحنية المؤثرة مرارا وتكرارا لنبرة النبلاء المهمين مثل السانكتوس من القداس في مقام سي الصغير وحتى لدرجة اليأس – مثل الافتتاحية المعذبة لآلام المسيح وفقا لإنجيل يوحنا الذي يتناول البشرية في عالم بعيد عن الرب.

إجادة التعبير العاطفي عن باخ أيضا أعظم سادة الموسيقى مراعاة للجوانب الفنية – كان سيد في الكونترابنط وبارع في اللحن والهارموني وأستاذ في الأشكال الصغيرة والكبيرة. تقريبا أجاد كل نوع موسيقي موجود في عصره باستثناء الأوبرا. بالتأكيد المؤلفون الآخرون وجدوا إمكانيات التعبير والتقنية التي كانت مجهولة لباخ – على سبيل المثال الذاتية الشديدة التي أحضرها بيتهوفن للموسيقى. لكن في باخ نرى المجال الكامل لما يمكن أن تؤديه الموسيقى في عصره.

وراء هذا من بين كل المؤلفين تبدو نغماته لا يمكن أن تدميرها نجت من التوزيع الأوركسترالي الحديث وجعلها موسيقى إلكترونية وغناء مرتجل وعزف فرق الروك والكوتو الياباني. إذا تمتعت بهذه الأشياء تمتع بها ما زالت الانغام كما هي وبعض الذهن يلمع. بالمثل المجموعات المسجلة لمخطوطات باخ الأخف "عيسى، يا فرحة ما يرغب به البشر" و"فلترعى الأغنام بأمان" إلى آخره. مع ذلك أسفل سأركز على الأعمال الكبرى وسيلة واحدة في المرة الواحدة.


طويلا أشهر أعمال باخ الاوركسترالية ست كونشرتات براندنبورج لسنة 1721، التي تظهر المؤلف في أفضل حالاته خفة كلها تتبع مبدأ الكونشرتو جروسو الباروكي كما أبدعه فيفالدي حيث مجموعة أكبر من الآلات يتراوح مع مجموعة صولو بدلا من عازف الصولو الواحد. الكونشرتو الاول مثلا به مجموعة صولو من آلتي هورن فرنسي و3 أوبرا وكمان، المجموعة الاكبر هي المجموعة الطبيعة للوتريات لجزئي كمان وفيولا وتشيللو وباص إضافة للباصون والباص المستمر. كل المقطوعة تتسم بكتابة لامعة للهورن وصوت مبهج للاوبوا اضافة للصولو للكمان. الكونشرتو الثاني له مجموعة صولو من اربع آلات – الترومبت والفلوت والاوبوا والكمان – وفي النمط المعتاد للحركة سريع-بطئ-سريع للكونشرتو جروسو. الموسيقى في البداية تضع لحن يتسم بالمزاج الحسن الراقص والأليجرو هو الأداة المميزة لباخ التي تتميز بالحركة الدائمة. ملحوظ هنا الكتابة للترومبت وأداة العزف المفقودة بين عصر باخ ومنتصف القرن العشرين.


في بعض الجوانب أهم كونشرتات براندبورج هي الثالث والخامس. كتب الكونشرتو الثالث لثلاث مجموعات آلات وترية إضافة للباص، تقدم تأثيرات سمعية لمادة ترجع للوراء والخلف ضمن الأنماط دائمة التغير للعازفين والمجموعات. لا يوجد في أي مكان موهبة باخ للحصول على أقصى نسيج من مجموعة صغيرة من الأفكار التي رأيناها هنا: كل حركة تقدم تنوع مستمر من لحن أو لحنين. في الكونشرتو الخامس العازفون الصولو هم الفلوت والكمان والهاربسكورد. قرب نهاية الحركة الأولى توجد كادنزا مذهلة للهاربسكورد حيث الآلة بالكاد لديها أي مجال للصوت فتبدو تعلو في القوة على مدى عدة دقائق لذروة ذات قوة سيمفونية تقريبا.


يجب أن نضع في الأذهان أن الأوركسترا في وقت باخ لم تكن موحدة كما صارت لاحقا. في كونشرتات براندنبورج، مال التكوين الآلي للتغير من عمل لآخر، حسب التأثيرات التي أرادها المؤلف وأي العازفين متاحين ذلك الأسبوع. لمقطوعة حافلة يمكن استخدام الترومبت والطبول والنفير؟ لمقطوعة أكثر تواضعا، كان الفلوت أو الركوردر مع الوتريات مناسبا. الأربع متتاليات للأوركسترا تظهر باخ في طابع احتفالي دنيوي مع استخدام الكثير من آلات الترومبت والطبول. جرب سماع المتتالية في مقام ري واللحن الطويل للكمان الغنائي في الحركة الثانية كان محبوبا لعقود بعنوان "لحن على وتر صول".


كان باخ من أول المؤلفين الذين كتبوا كونشرتو صولو من النوع الذي صار التقليد في العصر الكلاسيكي وبعده. أشهرها للهاربسكورد – رقم 1 في مقام ري الصغير ورقم 4 في مقام لا الكبير ورقم 5 في مقام فا الصغير. الأوكتيف الرياضي الذي بدأ رقم 1 يبدي جانبه حيوي. هذه المقطوعة موجودة في نسخة الكمان الصولو كذلك مثل كل مؤلفي العصور الذين أنتجوا بانتظام أعاد الاستخدام بانتظام وأعاد كتابة مقطوعات لأغراض جديدة.

وليس أقل استغراق مقطوعات لآلة واحدة كتب باخ أخف هذه المجموعات للهاربسكورد الصولو والمتتاليات الفرنسية والإنجليزية لتعليم زوجته الشابة آنا مجدالينا كلا المتتاليتين وست مقطوعات بارتيتا للهاربسكورد الصولو هي أساسا مجموعات من الرقصات الرشيقة سمى باخ البارتيتا "أعمال أنيقة كتبها للترفيه الذهني لمحبي الفن".

خطوة أعلى في النطاق والجدية تصل بنا لأحد قمم برامج حفلات الكيبورد وهي الآريا مع 30 تنويع معروفة بتنويعات جولدبرج وتقول الأسطورة أنه كتبها لصديق اسمه جولدبرج وكان يقصد منها أن عزف ليلا لتخفيف الأرق الذي عانى منه مستخدم جولدبرج الكونت فون كيسرلينج وإن صدق هذا كانت مهمة غريبة لكن باخ استجاب بتوسيع مذهل للآريا. فعلى خط الباص من تلك النغمة بنى عالما صغيرا من التعبير، كل شيء من الفرح المنفجر إلى الحزن المهذب.


توجت أعمال باخ للكيبورد ب48 مقدمة وفوجة في كتابيان يضم كل واحد 24 مقطوعة تشكل الكلافيير المعدل. العنوان ينبع من اقتناعه أن ضبط اوتار الكيبورد لابد أن يتغير لمسافة مساوية بين كل النغمات. النظم السابقة للتنغيم استخدمت فواصل غير متساوية تركت بعض المقامات منغمة لكن بعضها الآخر حاد مع مزاج متساوي، كل المقامات الكبيرة والصغيرة متساوية وتقريبا خارج التنغيم وبالتالي كلها مستخدمة ولذا في المجموعة كتب باخ عملين مقدمة وفوجة في كل مقام كبير وصغير ليستعرض المزايا في العمل.

الكلافيير المعدل تدفق مذهل آخر المادة لم تتشابه أي مقطوعتين معا يغطيان مجال هائل للمنطقة المعبرة والأسلوبية. استغرق تأليف الفوجات أعلى مما حدث أبدا لكن باخ أخذها في اسلوب أعلى وهو فن الفوجة الذي كان يعمل عليه حين توفى. لم يكن هناك منهج علمي تقريبا لتقنية التأليف احضر هذا الفن الموسيقي والتعبير.

ضمن الأعمال الكبرى الأخرى للآلات الصولو 3 اعمال سوناتا و3 بارتيتا للكمان الصولو ومجموعة مقابلة لست متتاليات للتشيللو الصولو. باخ احب الترقيم المنظمة في مجموعاته. كلها كتبها إضافة إلى الكثير من أعمال أخرى من موسيقى الحجرة خلاله سنوات باخ في كوتن. من ضمن مقطوعات الكمان جرت سماع بارتيتا رقم 2 في مقام ري الصغير الشاكونة الختامية مشهورة فوصلت إلى ذروة العظمة التي لا تبدو ممكنة للكان الصولو. من المتتاليات للتشيللو اقترح أول اثنين الأولى المتفائلة والمبهجة في مقام صول الكبير والثانية الكئيبة في مقام ري الصغير.

موسيقى الأرغن عالم في حد ذاتها حيث يبرز باخ وحده في قمة هذا الفن. أبدأ باستكشاف بعض الأعمال المفضلة المحبوبة مثل البساكاليا الواسعة والفوجة في مقام دو الصغير، الفانتازيا والفوجة في مقام صول صغير والتوكاتا والفوجة في مقام ري الصغير

أكبر و,وساع واعمق فئة في كل أعمال باخ هي الموسيقى الدينية للأصوات والاوركسترا. اعمال الكنتاتا الباقي تصل إلى 200 عمل. معظمها كتب بسرعة قصوى لأن صلوات الكنيسة اللوثرية ليوم الاحد تطلبت واحدة أسبوعيا إضافة إلى أخرى في مناسبات خاصة. اجمالا الف باخ على الأرجح نحو خمس مجموعات من 58 كنتاتا للصلوات.


بالطبع ليس كل موسيقاه تقف على أعلى مستوى. توجد العديد من الاريا داكابو وأعمال كاملة للكنتاتا دون إلهام. وقيل انه رغم أن فيفالدي المؤلف الأقل موهبة لكن على الاقل عرف متى يصمت لامكن قول نفس الشيء عن باخ. لكن في كل موسيقاه لائحة شيء تثري بالذهب مثلما في مقطوعات الكنتاتا. كبداية في حياة كاملة من السماع لاعماله سنوصي بثلاثة. الاولى "يرقد الميسح في برك الموت" وهي كنتتاتا مظلمة ومأساوية في النبرة. على العكس كنتاتا "الحصن القوي هو الله" تنتمي لنفس الفترة وهي واحدة من أكثر اعمال باخ بهجة وبها دويتو يتميز بالجمال في النص "كم بمارك من يدعو الله" (ايها النايم استيقظوا) هي كنتاتا أخرى مبهجة؛ القسم الرابع حيث ينسج باخ لحن حول نغمة الكورال وجدت شعبية مؤخرا في نسخة تغنى بشكل مرتجل.


ضمن الأعمال الغنائية الأكبر، المجنيفيكات في مقام ري الكبير لسنة 1723 ضمن اكثر أعماله جاذبية. مرة أخرى استخدمت كلمة مبهج للافتتاحية العبقرية لهذه المقطوعة الدينية مع أصواتها الراقصة والترومبت. باخ أعظم أستاذ للفرح الروحاني في أوقامت من الكثافة الدائمة مثلما في الماجنيفكات التي تبدو تغمر القلب.

في قمة موسيقى باخ وربما في كل موسيقى يكمن عملين دينيين هائلين آخرين للأهمية المقابلة هما "آلام المسيح وفقا لإنجيل متى" والقداس في مقام سي الصغير.

"آلام المسيح وفقا لإنجيل متى" هو الأكثر حميمية في العملين. يروي عن قصة وفاة المسيح بالتبادل مع السرد والتأمل المؤثر ويتخلله الكورال والكورس. يمهد الكورس العظيم الساحة والنبرة العاطفية، أحيانا الجوقة تؤدي دور الحشد بالتبادل تتفاعل في رعب تجاه القصة وأحينا أخرى تشارك بجملة "دعه يصلب" يروي الإنجيل القصة في رسيتاتيف مهيب. في الآريا يتحدث الأفراد عن عذابهم وضياعهم: "تعالى يا قلبي واجعله طاهر" تقول الآريا النهائية الرفيعة "حتى أتمكن من دفن المسيح" النهائية رقصة مهيبة للقبر. يعم كل شيء شعور بالمأساة يتجاوز تفاصيل أي دين. عالمية قصة المسيح هي كل ما نعاني منه جميعا كلنا نفقد أحد نحبه وكلنا نسعى للعزاء وككلنا نصلب. "آلام السيد المسيح وفقا لإنجيل متى" تعبر عن الأسف والأمل لكل زمن والبشرية كلها.


القداس في مقام سي الصغير هو الجانب الرسمي للتجربة الدينية - الدراما والصلاة والاستجداء والاحتفال وتأكيد القداس الكاثوليكيهنا النبرة مرتفعة وموضوعية بدءا من الفوجة الكبيرة للكريالسيون التي تشكل الكورس الأول. لا يوجد جانب من الروحانية التي لم نمسها في هذا العمل من الفرح المبتهج للجلوريا إلى النداء في الكريدو غلى الباص آريا الجميلة الرفيعة في Et in Spiritum Sanctum. ربما أكثر شيء ننساه هو اللقطة المحورية الصلب وهي تعبير عن عملية الصلب في خطوات تصل إلى السواد الصامت للقبر ثم Et resurrexit تبدا بصرخات النصر والجذل. في هذا القداس – في السابق أحد النصب التذكارية الشامخة في الموسيقى الغربية الخيال الإنساني المبدع والروح الدينية – تكمن الثروات فوق كل تصور. نفس الكلمات تقف لكل إنتاج باخ: ثروات وراء كل تصور. استهلك إمكانيات الموسيقى في عصره بعبقرية تستهلك كل مدح. نجد فيه مثلما في القليل من فنانين آخرين إنتاجهم خصب بشكل رائع – رمبرانت وبيكاسو وموتسارت وشكسبير – المرء يرى أن الأقرب للإنسانية يمكنها المجئ للطبيعة بلا حدود التي تولد اشكال وأمجاد والمأساة وراء كل تصور.

No comments:

Post a Comment