Monday, October 27, 2014

دومينيكو سكارلاتي

دومينيكو سكارلاتي
يعرف دومينيكو سكارلاتي الآن تقريبا كليا لأعماله في قالب السوناتا لآلة الكيبورد. هذا بالكاد مثير للدهشة، بما أنه بين 1719 ووفاته كتب نحو 555 سوناتا مكونة من حركة واحدة في أحد أكثر السباقات الموسيقية المميزة في تاريخ الموسيقى.

ولد في نابولي مدينة كانت تخضع للحكم الأسباني منذ 1503، درس دومينكيو هناك مع والده أليساندرو وتعين عازف أرغن في البلاط الملكي (حيث كان والده مايسترو آكابيلا) في سن 15. بعد عدة أشهر عام 1702، حصل الأب والابن على إذن بالتغيب للسفر إلى روما وفلورنسا على أمل العمل بشكل مجزي في بلاط أليساندرو فيرناندو دي مديتشي راعي الأمير. في فلورنسا كان متوقع أن يكون كل من أليساندرو ودومينيكو سكارلاتي التقيا بصانع الآلات الموسيقية الشهير لدى الأمير بارتولميو كريستوفوري. مع العودة لنابولي في نفس العام ظهر دومينيكو أول مرة كمؤلف أوبرالي مع عملين لموسم 1703-4. بعد عام أليساندرو المسيطر كان طموحا ليجعل ابنه ناجحا – فأعد لدومينيكو ليلحق به في البندقية حيث كان يأمل أن يترك كلاهما بصمته في النهاية لم ينجح أيهما هناك، رغم أن دومينيكو التقى مع وصادق هاندل الذي كان شاب حينها. كانت خطوة أليساندرو التالية هي الحصول على منصب مايسترو آكابيلا في كنيسة سانتا ماريا ماجيور في روما حيث وجد وظيفة لابنه كذلك.

بقى دومينيكو في روما من 1708 حتى 1719. هناك بعد وصوله بوقت قصير شارك في مسابقة على الكيبورد مع هاندل في قصر الكاردينال أتوبوني حيث فاز دومينيكو كعازف هاربسكورد في حين اعتبر هاندل عازف أرغن أفضل منه. بعد ذلك تعين في منصب هام وهو مايسترو آكابيلا لدى ماريا كاسميرا ملكة بولندا التي كتب لها العديد من الأوبرات وأعمال الأوراتوريو. في عام 1713 تعين مساعد مايسترو آكابيلا في كنيسة سانت بيتر في روما، حيث أصبح مايسترو في العام التالي. في الوقت نفسه كان يعمل أيضا سفير البرتغال للفاتيكان إضافة لكتابة الأوبرا للمسرح الرئيسي في روما حيث تعرف على المطرب المخصى العظيم فارنيللي
  
في وقت ما في أوائل 1720 صار سكارلاتي مؤلف بلاط الملك البرتغالي جوا الخامس، وهو منصب تضمنت مهامه تدريس الموسيقى لابنة الملك الطفلة ماريا باربرا التي ارتبط معها بعلاقة وثيقة. حين تزوجت ماريا عام 1729 من الأمير فرناندو الوريث للعرش الأسباني، تبعها سكارلاتي (الذي تزوج حديثا) إلى مدريد حيث مكث في خدمتها حتى ثلاثة سنوات قبل وفاته. في مدريد، واصل سكرلاتي صداقته مع فارنيللي (الآن جزء من الأسرة الملكية) لكن لم يبدو قط متورطا في كتابة الاوبرا. بدلا من ذلك، كان شخ في خلفية البلاط وأغلب أعماله الكثيرة للكيبورد كتبها فقط للاستهلاك الخاص لماريا باربرا. لم ينشر سوى 30 من السوناتات خلال حياة سكارلاتي.

كانت آلة الكيبورد في عصر سكارلاتي لها مجال أصغر من البيانو، لكن في هذه الحدود ابتكر موسيقى متنوعة، تتراوح في الصفات من الإلحاح إلى الطابع الغنائي الرقيق. في حين قد لا تملك موسيقاه عمق معاصره باخ، تكشف عن الابتكار الذي لا ينضب. كان سكارلاتي بلا جدل المؤلف الموسيقي الأول حقا لاكتشاف حدود ما يمكن أن تحققه العشرة أصابع: موسيقاه تحتاج للقفز فوق اثنين أوكتيف، فقرات تعبر فيها اليد فوق الأخرى والتكرارات السريعة للنغمات.

 أعمال سوناتا الكيبورد
أعمال السوناتا التي كتبها سكارلاتي لا تحمل أي شبه للقالب المتعدد الحركات الذي أجاده هايدن وموتسارت وبيتهوفن -. فبالنسبة لسكارلاتي مصطلح "سوناتا" لم يدل على شيء أدق من مقطوعة آلية بحتة. ولم يطور المادة الخاصة بأعماله المكونة من حركة واحدة على نمط السوناتا الكلاسيكية، لكنه بدلا من ذلك يواصل بالنسج والمقابلة بين الموتيفات التي تتكرر عبر المقطوعة. يبدو واضحا أن سكارلاتي أصبح مطلعا على الموسيقى الأسبانية الشعبية خلال الطويلة التي قضاها في أسبانيا وأعماله للسوناتا تعكس التقليد الأصلى أكثر من الأشكال الراقصة الخاصة بالبلاط التي يؤيدها معاصروه. بالتالي ممكن الشعور بأصداء العزف على الجيتار والصنوج حتى الإيحاء بدق الأقدام في أعمال السوناتا الأسرع والإحساس بالغناء الأندلسي في بعض الأعمال الأبطأ. لكن فوق كل شيء، إنها قوة ألحان سكارلاتي وذكاؤه الذي يقود به جدالاته الموسيقية والمؤثرات المعبرة شبه الرومانسية التي يحققها التي تجعل هذه الأعمال جذابة مثل أي موسيقى آلية في عصر الباروك.

الستابات ماتر
 أعمال سكارلاتي لسوناتا الهاربسكورد تسيطر على إنتاجه حتى أنه نسى تقريبا أن كان مؤلفا متميزا للموسيقى الصوتية، الدنيوية – في صورة أوبرات وكنتاتا – والدينية. في السنوات الأخيرة بدأت تظهر من الظلال، خاصة العمل الغامض الذي يبدو قديم بعنوان "ستابات ماتر". لم يدري أحد بالضبط متى كتبه أو لمن، رغم أن تاريخه يرجع من عصره في العمل في الإبرشية الموسيقية. مقارنة مع ألحان والده العاطفية الدرامية لنفس النص، يعود سكارلاتي لتقليد بوليفوني أسبق كما يمثله بالسترينا – وهو أسلوب ما زال واضحا في بعض الأنحاء على أنه يناسب الموسيقى الكنسية. كتبه لعشرة أصوات، رغم أنه نادرا ما يوظفه بتزامن، الافتتاحية الساحرة مذعنة برفق لكنها تقدم حياكة مكثفة للأصوات، مليئة بالتنافر المعذب. ما يميزه عن بوليفونية عصر النهضة هو الهارموني، لكن أيضا أسلوب تنويع سكارلاتي الكتابة من قصيدة لأخرى، حيث يستخدم مختلف المجموعات الصوتية وغالبا التغيرات المفاجئة للسرعة، التي تصل ذروتها في الدعاء الختامي "آمين" خاصة في الزمن الثلاثي.

No comments:

Post a Comment