Saturday, May 23, 2020

شيروبيني


ولد شيروبيني في فلورنسا وظهرت مواهبه الموسيقية مبكرًا؛ في سن 18 كان قد ألف 35 عملا، تشمل كنتاتا تؤدى في كاتدرائية فلورنسا على شرف الإمبراطور المقبل ليوبولد الثاني. انبهر الإمبراطور فمنح المؤلف الشاب مبلغ كافٍ للدراسة في ميلان على يد مؤلف الأوبرا جوسيبي سارتي. الأوبرا الأولى التي كتبها شيروبيني "كوينتو فابيو" عرضت في عام 1780 لكنها لم تنجح. كان نظره موجها إلى لندن وكتب عمل أوبرا لمسرح الملك، فنال احترام المثقفين والدائرة الملكية الإنجليزية. بينما كان المسرح في فترة راحة في الصيف، زار باريس حيث قابل الملكة الفرنسية ماري أنطوانيت. استقر في المدينة وكتب أوبرا فرنسية بعنوان "ديمفون" كتب كلماتها مارمونتيل وعرضت في ديسمبر 1788 دون نجاح.

على مدار السنوات القليلة التالية قاد شيروبيني عددا من أعمال الأوبرا لفرقة أوبرا إيطالية في باريس. أدخل التغييرات على الأوركسترا وكثف الدراما وعكس مزاج المجتمع الذي أوشك على الثورة. حلت الفرقة المسرحية في عام 1792 وقضى شيروبيني العام التالي في ريف نورماندي حيث بدأ في كتابة أوبرا بعنوان "إليزا".

بعد العودة إلى باريس، عرض على شيروبيني منصب في جمعية الموسيقى المؤسسة حديثًا، التي أصبحت كونسرفتوار بعد عامين. كتب عدة أعمال أخرى للأوبرا، تشمل في عام 1797 "ميديا". كان التركيز الأساسي للأوبرا هو عذاب ميديا النفسي، التي تسيطر على المسرح في عرض مميز للجمهور العريض في الجزء الغنائي.

انتقل شيروبيني إلى فيينا عام 1805، حيث امتدحه هايدن وبيتهوفن. حين زحف نابليون إلى المدينة في عام 1809 طلب من شيروبيني العودة لباريس وأذعن شيروبيني. لاحقا كتب "قداس جنائزي في مقام دو الصغير" بناء على طلب الحكومة لتخليد ذكرى إعدام لويس السادس عشر. عرض العمل أول مرة عام 1816 ونال إعجاب بيتهوفن الذي فضله على القداس الشهير لموتسارت. لم يكن يضم عازفين صولو لكن الكتابة الكورالية أصبحت أفضل بسبب التلوين الأوركسترالي.

لكن العلاقات ساءت مع نابليون حين وجد خطأ في إحدى أعمال شيروبيني فرد عليه قائلا: "جلالتك لا تعلم عن الموسيقى شيئًا مثلما لا أعلم عن المعارك"، مما أدى إلى فقدانه منصبه الرسمي. تخلى عن الموسيقى مؤقتا، وتقاعد إلى قلعة إحدى الأمراء حيث درس الرسم وعلم النبات. مع ذلك، احتياج الكنيسة لقداس جديد أقنعه بالتأليف مرة أخرى، ونجح القداس نجاحًا ساحقًا. في عام 1822 أصبح مدير الكونسرفتوار وشغل المنصب لمدة 20 سنة تقريبا. بعد عام 1835، حين كتب قداس جنائزي آخر، ركز شيروبيني على التدريس ومن ضمن طلابه كان هالفي وأوبير. توفي عام 1842.

No comments:

Post a Comment