Thursday, August 4, 2022

دلابيكولا


 

لويجي دلابيكولا


موضوع حرية الإنسان وإخضاعه سمة متكررة في كل من حياة لويجي دلابيكولا وموسيقاه. ولد في عام 1904 في بيسنو في إستريا وهي منطقة إيطالية من الناحية العرقية تابعة للإمبراطورية النمساوية المجرية، كان عمر دلابيكولا العاشرة فقط حين تدرب هو وأسرته في جراتز بعد أن بدأت السلطات النمساوية في الشك في أن أبيه لديه تحيزات إيطالية كوميدية - وهي تجربة مبكرة لمصير الأقليات السياسية والعنصرية المقيمة في ظل النظام المتسلط. ومع ذلك رغم إن الإزالة الإجبارية قاطعت تعليم دلابيكولا الشاب موسيقيا، كان في جراتز أن سمع عرض "الهولندي الطائر" لفاجنز مما جعله يقرر أن يصبح مؤلفًا موسيقيًا وفي عام 1923 التحق بكونسرفتوار فلورنسا وهو معهد ظل على صلة به طوال حياته.


في أعمال دلابيكولا الأولى يسيطر عليه عدة تأثيرات خاصة ديبوسي، بالإضافة إلى المؤلفين الإيطاليين الأوائل مثل مونتفيردي وجزويلدو وبعد الاستماع لعرض شونبرج لعمله "بييروت لونير" في فلورنسا عام 1924 – استمع إلى موسيقى المدرسة الفيناوية الثانية. وتلا ذلك عقد من الدراسة. وفي عام 1934 تعين دلابيكولا كأستاذ للبيانو في كونسرفتوار فلورنسا (وهو منصب شغله حتى تقاعده عام 1967)، بينما ظلت أعماله تستوعب الدروس التي تعلمها من بوزوني وشونبرج وبشكل خاص من ألبان بيرج، حيث بدأ يدخل نظام الاثنتي عشرة نغمة في موسيقاه. وأثناء ذلك، ظل الفاشية المتنامي أعاد إحياء اهتمامه بمحنة البشر العاديين الخاضعين للطغيان في عام 1938 حين تبنى موسوليني سياسات هتلر العنصرية (مما هدد حياة زوجة دلابيكولا اليهودية) دفعه إلى كتابة عمل "أغنيات السجن" وهو أول عمل يعني بالسجن والحرية. مثلما علق دلابيكولا في مذكراته "في النظام الشمولي الأفراد بلا قوة. فقط من خلال الموسيقى تمكنت من التعبير عن غضبي".


معارضة دلابيكولا العلنية لموسوليني جعلت مركزه غير ثابت حتى عام 1942 حين أجبر على مغادرة فلورنسا ثم اختبأ في الريف. مع ذلك رغم كل المصاعب الشخصية التي واجهها، السنوات السابقة قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية كانت مختلفة حيث رسخ دلابيكولا النسخة الغنائية من موسيقى الاثنتي عشرة نغمة مع طابعه إيطالي خدمه في باقي مشواره الفني، والذي توسع فيه في سلسلة أعمال غنائية أهمها "الكلمات اليونانية" الذي كبته في الأربعينات. كعارض معروف للفاشية، دلابيكولا خرج من الحرب بسمعته الشخصية مدعمة، في حين العرض الأول عام 1950 لأشهر أعماله أوبرا "السجين" ثبت سمعته الدولية كمؤلف إيطالي رائد في جيله. مع ذلك مع ازدياد شهرته مع الجمهور، أصبح أسلوبه الموسيقي مجرد وذاتي، حيث اعتنق التصريحات العلنية من الجمهور لصالح تخفيف أسلوبه الغنائي، كما ينعكس من ثالث مقطوعة من عمله "السجين"، (أغاني الحرية) لسنة 1955

No comments:

Post a Comment