Monday, August 22, 2022

أيسلر

 

هانز أيسلر


لفترة طويلة ظل هانز أيسلر مقتصرًا على الموسيقيين الشعبيين، أساسًا بسبب سياسته – فكان شيوعيًا متزمتًا لمعظم حياته وأحد الموسيقيين القلائل الذين عملوا بفاعلية في ألمانيا الشرقية السابقة (حيث كتب لها النشيد الوطني). مع ذلك، لم يكن أيسلر مجرد اشتراكي واقعي، فكان تلميذًا لشونبرج في أوائل العشرينات ولاحقًا شعر بالحاجة للانفصال عن معلمه الذي لم تتفق مثله العليا مع رغبة أيسلر في كتابة موسيقى جادة تكون جزءً من الحياة اليومية للناس العاديين – وهو موقف مشترك بينه وبين هندميث.


هذه المهمة في خلق فن سياسي قادته من فيينا إلى برلين حيث التقى بالمغني والممثل إرنست بوش الذي كتب له الكثير من الأغاني الناجحة. كانت في الغالب تأخذ قالبًا للشعر اللاذع (الذي كتب الكثير منه كيرت تاشولسكي) الملحن بموسيقى تسعى دائمًا لتوضيح وللتأكيد على معنى النص. كانت المصاحبة إما مع البيانو أو نوع من الفرقة التي قدمت موسيقى خفيفة على غرار موسيقى الجاز الذي أصبح محبوبًا بشكلٍ متزايد. وفي عام 1930، بدأ أيسلر تعاونًا دام لوقتٍ طويل وصداقة مع الشاعر والكاتب المسرحي الماركسي بيرتولت بريخت، حيث كتب الموسيقى لمسرحيته "الأم" لفيلمه "لمن ينتمي العالم". وحين وصل النازيون للحكم في عام 1933، تم حظر موسيقى أيسلر وذهب للمنفى الإجباري، حيث قضى وقته في الدانمارك وأسبانيا والمكسيك قبل أن يستقر في نهاية الأمر في هوليود. هناك جدد شراكته مع بريخت حيث ألف موسيقى مسرحياته "جاليليو" و"الشناقون يموتون أيضًا" (عن اغتيال هنريش" ووقع كلاهما ضحية للسيناتور مكارثي الذي بحث عن الشيوعيين ومثلوا أمام لجنة الأنشطة المعادية لأمريكا. ورغم تدخل مجموعة من المثقفين، بمن فيهم أينشتاين وتوماس ما، تم ترحيل أيسلر إلى ألمانيا الشرقية في عام 1950 وظل هناك لباقي حياته، حيث باشر العمل مع بريخت في إنتاج أعمال للمسرح في فرقة برلين الشهيرة

No comments:

Post a Comment