Sunday, October 16, 2022

وليام بيرد

وليام بيرد


عرف وليام بيرد بلقب "أبو الموسيقى الإنجليزية": كان آخر أعظم مؤلف موسيقي إنجليزي في الكنيسة الكاثوليكية، بالإضافة إلى كونه أول مؤلف في العصر الإليزابيثي "الذهبي" للموسيقى الدنيوية. في ظل الحكم البروتستانتي للملكة إليزابيث الأولى، خشى الكثير من الكاثوليك أن يتعرضوا للاضطهاد بسبب عقيدتهم؛ مع ذلك يبدو أن معتقدات بيرد الدينية الكاثوليكية تحملتها الملكة بشكلٍ كبير، وهذا رغم اتصاله الوثيق مع الكثير من الكاثوليك (الذين رفضوا لمتطلبات كنيسة إنجلترا).


لا نعرف الكثير عن السنوات الأولى من حياة بيرد. قد يكون طالبًا لدى توماس تاليس في لندن؛ وتكشف عنه السجلات الموثقة الأولى كعازف أرغن وقائد الجوقة في كاتدرائية لنكولن عام 1563. في عام 1570 تلقى دعوة للانضمام إلى الإبرشية الملكية ليعمل كمنشد، رغم أنه لم يغادر لنكولن بالفعل لتولي منصبه إلا بعد مرور عامين وحتى في إنجلترا واصل تلقي الأجر الجزئئي من الكاتدرائية مقابل كتابته للمزيد من المؤلفات-لموسيقى الكنيسة الأنجليكانية. في عام 1572 تم تعيينه عازف أرغن في الإبرشية الملكية، وهو منصب شاركه فيه مبدئيًا المؤلف الموسيقي توماس تاليس وعلى مدار ال20 سنة التالية أو نحو ذلك ظل بيرد يعمل في الخدمة في البلاط الملكي. في عام 1575 حصل هو وتاليس على الاحتكار الملكي لطباعة وبيع الموسيقى.


خلال فترة من تعرض الكاثوليك للاضطهاد بشكل عام في أواخر فترة 1570، انتقل بيرد من لندن مع أسرته، واستقل في هارلنجتون، في مدلسكي. زوجته جوليانا تعرضت للاضطهاد بسبب رفضها التردد على/حضور صلوات في كنيسة إنجلترا، حيث كان ذلك إجباريًا وقتها. في عام 1581 تم إعدام العديد من طائفة الجسويت. وتم تفتيش منزل بيرد وسدد غرامة لمعتقداته، لكنه رغم ذلك ظل طليقًا. في فترة 1590 بعد وفاة جوليانا وزواجه للمرة الثانية، انتقل إلى إسيكس، حيث عاش لباقي حياته.


الموسيقى


دائما ما تخصص موسيقى بيرد للكاثوليك مثلما تخصص للرعاة الأنجليكان. موسيقى بيرد شملت كل من الأعمال لموسيقى الآلات والأعمال الغنائية الدينية والدنيوية، الأنجليكانية والكاثوليكية، كتب عادة موسيقاه الغنائية الدنيوية للصوت الصولو بمصاحبة فرقة الفيول؛ بدلًا من العود الذي فضله معاصريه. أعظم موسيقاه للآلات كانت لآلة الفيول، كما كتب نحو 150 مقطوعة للآلات ذات لوحة المفاتيح، وكانت عادة حركات راقصة.


كتب بيرد الكثير من ألحان للموسيقى الكنيسة الأنجليكانية، بما في ذلك الأناشيد، لكن أفضل موسيقاه كتبه للنصوص اللاتينية (للكنيسة الكاثوليكية) مثل موتيت لأربعة أصوات – كتب ثلاثة قداسات لثلاثة وأربعة وخمسة أصوات، حيث تستخدم التقنية الإنجليزية للمحاكاة – العبارات الميلودية تتكررها أصوات مختلفة في مراحل مختلفة في العمل الموسيقي.


هذه التقنية سمحت بقدر كبير من العاطفة ليعبر عنها، وفي حالة القداسات بيرد – التي كتبها للاستخدام الخاص للكاثوليك ونسبيا محكمة – كانت هناك عاطفة اعتقاد ديني واضح بعمق، اعتقاد معرض للهجوم: موسيقى قوية وجادة لكن إيجابية في الأساس.

 

No comments:

Post a Comment