Sunday, October 23, 2022

middle ages britannica

العصور الوسطى


تقليد الصلوات المغناة والمزامير يمتد إلى ظلال الحضارة الأولى. هذا الغناء الديني يصحبه دائمًا الآلات الموسيقية، وطابعها الإيقاعي واضح ومميز. في المعبد اليهودي، كانت الصلوات المرتلة غالبًا بلا مصاحبة الآلات. الرقص الطقسي كان مستبعد من المعبد حيث تخلى الطابع الإيقاعي للموسيقى الدينية عن جوانبه الحسية. حتى في الصلوات نفسها، الشعر الإيقاعي استسلم للنثر. استبعاد النساء، وارتفاع الغناء الجماعي واستبعاد الآلات رسخ التمييز الواضح بين الأداء الموسيقي في المعبد والأداء في الشاعر.


تقليد الأداء الموسيقي للكنيسة المسيحية تطور من الديانة اليهودية وتقليدها الديني. الصيغ الميلودية لغناء المزامير والتلاوة المغناة للفقرات الإنجيلية الأخرى اعتمدت بوضوح على النماذج العبرية.


الموسيقى في التقليد الروماني الكاثوليكي تم أداؤها أساسًا للقداس. في الأصل أدى الموسيقى القسيس والمصلون، حتى في ذلك الوقت تطور من المصلين مجموعة مغنين، يعرفون باسم "الجوقة"، التي تولت دور الجواب والتناقض مع الغناء المنفرد للقسيس. شاركت النساء بشكلٍ فعال في العروض الموسيقية في الكنيسة المسيحية القديمة حتى عام 578، حين تم استرداد الممارسات العبرية المستبعدة. من ذلك الوقت حتى القرن العشرين، كانت جوقة الكنيسة الرومانية الكاثوليكية تتكون فقط من الرجال والصبيان.


الترميز الأول للموسيقى الكنسية في العصر المبكر قدمها البابا جريجوري الأول خلال حكمه (590-604). مجموعة جريجوري كانت منتقاة من التراتيل المستخدمة بالفعل. التدوين الخاص به ربط بين التراتيل للصلوات المحددة في التقليد الكنسي. بشكلٍ عام طبقت الموسيقى البسيطة الروحانية الجمالية للموسيقى الدينية. الموسيقى في هذه المجموعة تعمل كنموذج للتصميم الميلودي حتى في القرن الحادي والعشرين وتعد واحدة من تحف الموسيقى الغربية. هذه المدرسة للترتيل الجماعي تعرف بالترتيل البسيط أو الغناء البسيط أو الترتيل الجريجوري. التفاصيل الخاصة التي تتعلق بطريقة أداء الترتيل ضاعت. توجد تكهنات بأن جودة الصوت التي استخدمها المغنون كانت أرفع لحدٍ ما وبها لثغة أكثر مما يستخدمها المغنون المعاصرون. لكن توجد نظرية أن الوحدات الإيقاعية الأساسية لها نفس القيمة الزمنية وصنفت في جماعات متبادلة من اثنين وثلاثة أشخاص. مستوى شدة الصوت والتيمبو (السرعة) اختلفت من الواضح بشكل ما حسب الموقف. يوجد مسودات لنوت محتفظ بها تذكر المغنين بأن يكونوا حريصين ومتواضعين في عملهم، مما يشير إلى إغراءات عدم الانتباه وعرض الصوت موجود حتى بين الموسيقيين الدينيين الأوائل.


الكثير من المصطلحات المستخدمة تشير للإيقاع الراقص مثل السرعة والديناميكيات والإيقاع مشتقة من الموسيقى بما أن معظم الرقص تصاحبه الموسيقى.


في حين تقاليد الموسيقية الحديثة ف الغرب تعتمد بشكلٍ كبير على مبادئ القدم المحتفظ بها في الموسيقى المدونة للكنيسة الأولى، كان هناك ممارسة موسيقية دنيوية؛ لكن بسبب التأثير القوي للكنيسة، الخط الفاصل بين جوانب الدينية والدنيوية كان رفيعًا خلال قسم كبير من فترة العصور الوسطى.


العديد من أنواع الموسيقى الدنيوية اللاحقة بقى. النوت الموسيقية في أغلب الأحيان غير كافية لتعطي انطباعًا دقيقًا عن الموسيقى، لكن معروف أنها احتفظت بالسمة المنوفونية للموسيقى الدينية. أحد الأنواع المثيرة للفضول للأغنية الدنيوية "الكونداكتس" كان في الأصل داخل الكنيسة نفسها. هذه الأغنية لم تستخدم الألحان الدينية التقليدية أو النصوص لكن تم تأليفها ليتم غنائها في الدراما الدينية أو للصلوات. لهذا السبب تعاملت أحيانًا مع مواضيع غير دينية في الطابع. أغاني الجوليارد التي ترجع للقرن ال11 ضمن أقدم الأمثلة على الأغاني الدنيوية. كانت دائمًا الأغاني العامية اللاتينية للطلاب اللاهوت الذين جالوا من مدرسة لأخرى في الفترة السابقة لتأسس مراكز الجامعة الكبرى في القرن ال13.


العديد من المجموعات الأخرى للعازفين من العصور الوسطى طوروا أنواعًا أدبية وموسيقية تعتمد على النصوص العامية: الجونجلور مجموعة من المؤدين المسافرين في أوروبا الغربية الذين غنوا وقاموا بعمل حيل ورقصوا لجنى عيشهشم؛ التروبادور في جنوب فرنسا والتروفير في الشمال؛ والمنيسنجر، وهي طبقة من الفنانين الفرسان الذين كتبوا وغنوا الأغاني الغرامية التي تحمل طابع ديني.


الآلات مثل الفييل والهارب والسالتيري والفلوت والشوم والقراب والطبول كلها استخدمت خلال القرون الوسطى لتصاحب الرقصات والغناء. تم استخدام الترومبت والهورن من قبل النبلاء والأرغن المحمول والثابت، ظهروا في الكنائس الأكبر. بشكلٍ عام لا نعرف الكثير عن موسيقى الآلات الدنيوية. بشكلٍ عام لا نعرف الكثير عن موسيقى الآلات الدنيوية قبل القرن ال13. أمر مشكوك فيه أنها كان لها أهمية بعيدًا عن المصاحبة الآلية. مع ذلك احتمال الموسيقى الدينية المصاحبة لم يزيلها الدارسون الحديثون.


التطور الموسيقي في العصور الوسطى مع اكثر العواقب تطورا للأداء الموسيقي كان البوليفونية، وهو تطور يتعلق بشكلٍ مباشر، كما أوضحنا أعلاه، لتجربة أداء الترتيل الديني. بالنسبة للعازفين والأداء، ربما أهم التطورات بعض البوليفونية كان التحسين على التدوين الإيقاعي اللازم للاحتفاظ بالخطوط اللحنية المستقلة بتزامن. في البداية الطريقة المرئية الواضحة للخط الأفقي استخدم؛ لاحقًا، حين أصبحت الخطوط العليا أوضح مقارنة بالأصوات الدنيا (المأخوذة عن الترتيل)، والكتابة للنوت أهدرت المساحة، تطورت طرق أكثر رمزية لتدوين الإيقاع، والأهم في وحول كاتدرائية نوتر دام الجديدة ف باريس.


في القرن ال14ن جزئيا بسبب تراجع القوة السياسية للكنيسة، مكان تطورات جديدة للموسيقى انتقلت من المجال الديني للدنيوي، من الكنيسة للبلاط الملكي. هذا الانتقال بدوره أدى إلى تأكيد جديد على موسيقى الآلات والأداء. بدأت الأصوات الدنيا بالفعل في عزفها على الآلات – لسببين، النغمات الطويلة جعلتها صعب الغناء ولأن نصوصها (للأجزاء القليلة فقط) أصبحت بلا شعور خارج الأماكن الدينية الأصلية. الآن حين أصبح الأمراء الدنيويون بشكل متزايد رعاة المؤلفين والعازفين – وهو وضع استمر حتى القرن ال18 – ازدهرت الموسيقى الدنيوية والآلية. الموسيقى البوليفونية للكنيسة ظهرت مع الفن الشعري للتروبادور وأهم مؤلفين للعصر كانوا العازف الفلورنسي للأرغن فرانسيسكو لانديني والشاعر الفرنسي جويام دو ماشو، اسقف ريمز


معظم الموسيقى التي كتبها هؤلاء المؤلفون بدت مقصود بها الغناء بمصاحبة الآلات، رغم أن هذا نادرًا ما تم توضيحه صراحة في المسودات. مؤلفو الموسيقى الوسطى على الأرجح لم تكن لهم توقعات راسخة عن أدوات الأداء. حتى القرن ال17 وحتى القرن ال19، في حالة الأداء المنزلي، على الأرجح اختيار الآلات يعتمد كثيرا على العازفين المتاحين مثل أي شيء آخر. مع ذلك الكثير من المصادر توضح أن الموسيقيين في العصور الوسطى مالوا لتقسيم الآلات المنفصلة إلى مجموعتين، عالية ومنخفضة أو بشكل أعم آلات النفخ والوتريات، وتفضيل الأصوات المتناقضة داخل تلك المجموعات لأقصى حد من التمييز بين الأصوات الفردية. الموسيقى في خارج القصور أو الاحتفالية تؤدى بالآلات المرتفعة مثل الشوم والبومبارد والترومبون والأرغن؛ موسيقى الحجرة بآلات منخفضة الصوت مثل العود والفيول والريكوردر والهارب. توضح اللوحات والمسودات لهذه الفترة أن الكثير من الأداء الدنيوي تضمن مجموعة كبيرة مختلفة من الأجراس والطبول والآلات الإيقاعية الأخرى والآلات ذات الرنين مثل القربة والكمان والدابل ريكوردر والهيردي جيردي. أجزاء من تلك الآلات لم نجدها أبدا في المصادر الموسيقية ويجب إعادة بناءها للعزف الحديث.


تدوين الموسيقى في العصور الوسطى غالبا ما يكون مضللًا للعازف الحديث. الموسيقى مثل بيمول ودييز حذفت على أنها تعتبر مفهومة. أيضا يبدو أن التنوع والزخرفة والارتجال عناصر هامة جدا من الأداء في العصور الوسطى. معروف أن أقسام من الموسيقى الغنائية من جزئين في القرن ال15 دعمها صوت ثالث في تقنية الفو بوردون؛ تدوين الرقص ف القرن ال15 تكون فقط من خط واحد لنوتة طويلة دون قياس، من الواضح استخدمها مجموعة أداء من ثلاثة عازفين للارتجال مثل الجاز الحديث.



 

No comments:

Post a Comment